الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  76 باب متى يصح سماع الصغير

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  وفي رواية الكشميهني : الصبي الصغير ، أي هذا باب ، وهو منون ، وكلمة متى للاستفهام إذا قلت متى القتال ، كان المعنى اليوم أم غدا أم بعد غد ، وبني لتضمنه معنى حرف الاستفهام كما في المثال المذكور ، قال الكرماني : معنى الصحة جواز قبول مسموعه ، وقال بعضهم : هذا تفسير لثمرة الصحة لا لنفس الصحة ، قلت : كأنه فهم أن الجواز هو ثمرة الصحة وليس كذلك بل الجواز هو الصحة ، وثمرة الصحة عدم ترتب الشيء عليه عند العمل ، فإن قلت : ما وجه المناسبة بين البابين ، قلت : من حيث إن ما ذكر في الباب الأول من دعائه عليه الصلاة والسلام لابن عباس ، إنما كان وابن عباس إذ ذاك غلام مميز ، والمذكور [ ص: 68 ] في هذا الباب حال الغلام المميز في السماع على أن القضية ها هنا لابن عباس أيضا كما كانت في الباب الأول ، ومراده الاستدلال على أن البلوغ ليس شرطا في التحمل ، واختلفوا في السن الذي يصح فيه السماع للصغير ، فقال موسى بن هارون الحافظ : إذا فرق بين البقرة والدابة ، وقال أحمد بن حنبل : إذا عقل وضبط ، وقال يحيى بن معين : أقل سن التحمل خمسة عشر سنة لكون ابن عمر رضي الله تعالى عنهما رد يوم أحد إذ لم يبلغها ، ولما بلغ أحمد أنكر ذلك وقال : بئس القول ، وقال عياض : حدد أهل الصفة ذلك أن أقله سن محمود بن الربيع ابن خمس ، كذا ذكره البخاري ، وفي رواية أخرى أنه كان ابن أربع ، وقال ابن الصلاح : والتحديد بخمس هو الذي استقر عليه عمل أهل الحديث من المتأخرين فيكتبون لابن خمس سنين فصاعدا ، سمع ولدون حضر أو أحضر ، والذي ينبغي في ذلك اعتبار التمييز فإن فهم الخطاب ورد الجواب كان مميزا ، وصحيح السماع وإن كان دون خمس وإن لم يكن كذلك لم يصح سماعه ولو كان ابن خمس بل ابن خمسين ، وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري قال : رأيت صبيا ابن أربع سنين قد حمل إلى المأمون قد قرأ القرآن ونظر في الآي غير أنه إذا جاع بكى ، وحفظ القرآن أبو محمد عبد الله بن محمد الأصبهاني وله خمس سنين فامتحنه فيه أبو بكر بن المقري ، وكتب له بالسماع وهو ابن أربع سنين ، وحديث محمود لا يدل على التحديد بمثل سنه .



                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية