الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              4953 [ ص: 100 ] باب فيمن أذنب، ثم استغفر ربه عز وجل

                                                                                                                              وقال النووي: (باب قبول التوبة من الذنوب، وإن تكررت الذنوب والتوبة)

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي، ص 75، 76 ج17، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن أبي هريرة، رضي الله عنه؛ عن النبي صلى الله عليه) وآله (وسلم - فيما يحكي عن ربه عز وجل - ؛ قال: «أذنب عبد ذنبا، فقال: اللهم! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، علم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب. فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا، فعلم: أن له ربا، يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب. فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي، فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم: أن له ربا، يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت، فقد غفرت لك. قال عبد الأعلى: لا أدري. أقال في الثالثة، أو الرابعة: اعمل ما شئت»).

                                                                                                                              [ ص: 101 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 101 ] (الشرح)

                                                                                                                              هذا هو الحديث القدسي. ومعناه: ما دمت تذنب ثم تتوب، غفرت لك. وفيه: بيان سعة رحمة الله تعالى، على عباده المذنبين الآثمين. وبيان كمال فضله عليهم: بقبول توبتهم، وجعلهم من المغفورين المعفوين.

                                                                                                                              قال النووي: هذه الأحاديث، ظاهرة في الدلالة للتوبة. وأنه لو تكرر الذنب مائة مرة، أو ألف مرة، أو أكثر. وتاب في كل مرة: قبلت توبته، وسقطت ذنوبه. ولو تاب عن الجميع، توبة واحدة بعد جميعها: صحت توبته. انتهى).




                                                                                                                              الخدمات العلمية