الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            مسألة : هل ورد أنه صلى الله عليه وسلم لبس السراويل ؟

            الجواب : ذكر شيخنا الشيخ تقي الدين الشمني رحمه الله في حاشية الشفا عند ذكره شراء النبي صلى الله عليه وسلم للسراويل وقوله لأبي هريرة : " صاحب الشيء أحق بحمله " ، قال : قالوا : لم يثبت أنه صلى الله عليه وسلم لبس السراويل ، ولكنه اشتراها ولم يلبسها ، وفي الهدى لابن القيم أنه لبسها ، قالوا : وهو سبق قلم . انتهى .

            وقد أجبت بذلك مرات ثم رأيت الحديث الذي أورده صاحب الشفا في المعجم الأوسط للطبراني ومسند أبي يعلى ، وفيه أنه لبسها ، ولفظه عن أبي هريرة قال : دخلت يوما السوق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلى البزازين فاشترى سراويل بأربعة دراهم ، وكان لأهل السوق وزان ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " زن وأرجح " ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السراويل فذهبت لأحمله عنه ، فقال : " صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله ، إلا أن يكون ضعيفا يعجز عنه فيعينه أخوه المسلم " ، قلت : يا رسول الله ، وإنك لتلبس السراويل ؟ قال : " أجل في السفر والحضر وبالليل وبالنهار ، فإني أمرت بالستر ، فلم أجد شيئا أستر منه " أخرجاه من طريق يوسف بن زياد الواسطي عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي ، عن أبي مسلم الأغر ، عن أبي هريرة ، ويوسف وشيخه ضعيفان . وأخرج أحمد قال : ثنا يزيد بن هارون ، أنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، سمعت أبا صفوان مالك بن عمير الأسدي يقول : قدمت قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فاشترى مني سراويل فأرجح لي .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية