الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( الحمد لله ) أي الوصف بالجميل الاختياري على قصد التعظيم ثابت له تعالى والحمد عرفا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث إنه منعم على الحامد أو غيره بدأ بذلك لقوله من حديث أبي هريرة { كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله أقطع } . وفي رواية { بحمد الله } وفي رواية { بالحمد } وفي [ ص: 12 ] رواية { كل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم } .

                                                                                                                      قال النووي في شرح المهذب : روينا كل هذه الألفاظ في كتاب الأربعين للحافظ عبد القادر الرهاوي ورويناه عنه من رواية كعب بن مالك الصحابي رضي الله عنه . والمشهور رواية أبي هريرة وحديثه هذا حسن رواه أبو داود وابن ماجه في سننهما والنسائي في عمل اليوم والليلة وأبو عوانة يعقوب بن إسحاق الإسفراييني في أول صحيحه المخرج على صحيح مسلم . وروي موصولا ومرسلا ورواية الموصول إسنادها جيد قوله صلى الله عليه وسلم { كل أمر ذي بال }

                                                                                                                      معناه له حال يهتم به ومعنى أقطع أي ناقص قليل البركة وأجذم وهو بجيم وذال معجمة ، يقال جذم يجذم كعلم يعلم .

                                                                                                                      قال العلماء : تستحب البداءة بالحمد لله لكل مصنف ودارس ومدرس وخطيب وخاطب ومزوج ومتزوج ، وبين يدي سائر الأمور المهمة انتهى .

                                                                                                                      وفي لفظ { كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة } رواه الرهاوي عن أبي هريرة وقدم البسملة على الحمدلة عملا بالكتاب العزيز والإجماع ، فوقع الابتداء بها حقيقة وبالحمدلة بالنسبة لما بعدها .

                                                                                                                      إذ الابتداء أمر عرفي يعتبر ممتدا من الأخذ في التأليف إلى الشروع في المقصود فلا تعارض بين خبريهما وأصل الحمد النصب لأنه من مصادر شاع استعمالها منصوبة بإضمار أفعالها وعدل إلى رفعه كما في سلام عليكم للدلالة على الدوام والثبات ، وأل في الحمد للجنس أو الاستغراق أو العهد ، واللام في لله للملك أو الاستحقاق أو التعليل ، أي جميع المحامد مملوكة أو مستحقة أو ثابتة لأجل الله تعالى .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية