الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا وأسروا الندامة لما رأوا العذاب وجعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا هل يجزون إلا ما كانوا يعملون ( 33 ) ) .

قوله تعالى : ( بل مكر الليل ) : مثل ميعاد يوم .

[ ص: 332 ] ويقرأ بفتح الكاف وتشديد الراء ، والتقدير : بل صدنا كرور الليل والنهار علينا .

ويقرأ كذلك إلا أنه بالنصب على تقدير : مدة كرورهما .

قال تعالى : ( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون ( 37 ) ) .

قوله تعالى : ( زلفى ) : مصدر على المعنى ؛ أي يقربكم قربى .

( إلا من آمن ) : يجوز أن يكون في موضع نصب استثناء منقطعا ، وأن يكون متصلا مستثنى من المفعول في " تقربكم " وأن يكون مرفوعا بالابتداء ، وما بعده الخبر .

قال تعالى : ( قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين ( 39 ) ) .

قوله تعالى : ( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ) : في " ما " وجهان :

أحدهما : شرطية في موضع نصب ، والفاء جواب الشرط ، و " من شيء " تبيين .

والثاني : هو بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء ، وما بعد الفاء الخبر .

قال تعالى : ( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون ( 40 ) ) .

قوله تعالى : ( أهؤلاء ) : مبتدأ و " إياكم " في موضع نصب بـ " يعبدون " و " يعبدون " خبر كان ؛ وفيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها ؛ لأن معمول الخبر بمنزلته .

قال تعالى : ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة إن هو إلا نذير لكم بين يدي عذاب شديد ( 46 ) ) .

قوله تعالى : ( أن تقوموا ) : هو في موضع جر بدلا من " واحدة " أو رفع على تقدير : هي أن تقوموا ، أو نصب على تقدير : أعني .

و ( تتفكروا ) : معطوف على " تقوموا " .

و ( ما بصاحبكم ) : نفي .

( بين يدي ) : ظرف لنذير ؛ ويجوز أن يكون نعتا لنذير . ويجوز أن يكون " لكم " صفة لنذير ؛ فيكون " بين " ظرفا للاستقرار ، أو حالا من الضمير في الجار ، أو صفة أخرى .

قال تعالى : ( قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب ( 48 ) ) .

[ ص: 333 ] قوله تعالى : ( علام الغيوب ) : بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف ، أو خبر ثان ، أو بدل من الضمير في " يقذف " أو صفة على الموضع .

وبالنصب صفة لاسم " إن " أو على إضمار أعني .

قال تعالى : ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ( 51 ) وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد وقد كفروا به من قبل ويقذفون بالغيب من مكان بعيد ( 52 ) ) .

قوله تعالى : ( فلا فوت ) : أي فلا فوت لهم .

و ( التناوش ) - بغير همز : من ناش ينوش ؛ إذا تناول . والمعنى : من أين لهم تناول السلامة ؟ ! ويقرأ بالهمز من أجل ضم الواو .

وقيل : هي أصل ، من ناشه ينأشه ، إذا خلصه . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية