الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  937 ( باب إذا لم يكن لها جلباب في العيد )

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان حال المرأة إذا لم يكن لها جلباب في العيد ، ولم يذكر جواب الشرط اعتمادا على ما ورد في حديث الباب ، والتقدير : إذا لم يكن لها جلباب في يوم العيد تلبسها صاحبتها من جلبابها كما ذكر في متن الحديث ، ويجوز أن يقدر هكذا إذا لم يكن لها جلباب في يوم العيد تستعير من غيرها جلبابا فتخرج فيه ، وقال بعضهم : يحتمل أن يكون المعنى تعيرها من جنس ثيابها ، ويحتمل أن يكون المراد تشركها معها في ثوبها ويؤيده رواية أبي داود : "تلبسها صاحبتها طائفة من ثوبها" ، ويؤخذ منه جواز اشتمال المرأتين في ثوب واحد ، ( قلت ) : الذي قال هذا القائل لم يقل به أحد ممن له ذوق من معاني التركيب ، وأنه ظن أن معنى قوله في رواية أبي داود : "طائفة من ثوبها" بعضا من ثوبها بأن تدخلها في ثوبها حتى تصير كلتاهما في ثوب واحد ، وهذا لم يقل به أحد ، ويعسر ذلك عليهما جدا في الحركة ، وإنما معنى طائفة من ثوبها يعني قطعة من ثيابها من التي لا تحتاج إليها مثل الجلباب ، والخمار ، والمقنعة ، ونحو ذلك ، وكذا فسروا قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الباب " لتلبسها صاحبتها من جلبابها " يعني لتعيرها جلبابا لا تحتاج إليه ، والجلباب ثوب أقصر وأعرض من الخمار ، قال النضر : هو المقنعة ، وقيل : ثوب واسع يغطي صدرها وظهرها ، وقيل : هو كالملحفة ، وقيل : الإزار ، وقيل : الخمار .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية