الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                            المسألة الخامسة : الحق أن سجدة التلاوة واجبة في القراءتين جميعا وهو قول الشافعي وأبي حنيفة رحمة الله عليهما لأنهم أجمعوا على أن سجدات القرآن أربع عشرة سجدة ، وهذا واحد منها ولأن مواضع السجدة إما أمر بها أو مدح لمن أتى بها أو ذم لمن تركها ، وإحدى القراءتين أمر بالسجود والأخرى ذم للتارك فثبت أن الذي ذكره الزجاج من وجوب السجدة مع التخفيف دون التشديد غير ملتفت إليه .

                                                                                                                                                                                                                                            المسألة السادسة : يقال : هل يفرق الواقف بين القراءتين ؟ جوابه : نعم إذا خفف وقف على ( فهم لا يهتدون ) ثم ابتدأ ب (?ألا يسجدوا ) وإن شاء وقف على " ألا يا " ثم ابتدأ " اسجدوا " وإذا شدد لم يقف إلا على " العرش العظيم " .

                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله : ( سننظر ) فمن النظر الذي هو التأمل ، وأراد صدقت أم كذبت إلا أن ( أم كنت من الكاذبين ) أبلغ ، لأنه إذا كان معروفا بالكذب كان متهما بالكذب فيما أخبر به فلم يوثق به ، وإنما قال : ( فألقه إليهم ) على لفظ الجمع لأنه قال : ( وجدتها وقومها يسجدون للشمس ) فقال : ( فألقه إليهم ) أي إلى الذين هذا دينهم .

                                                                                                                                                                                                                                            أما قوله : ( ثم تول عنهم ) أي تنح عنهم إلى مكان قريب تتوارى فيه ليكون ما يقولونه بمسمع منك و ( يرجعون ) من قوله تعالى : ( يرجع بعضهم إلى بعض القول ) [ سبأ : 30 ] ويقال دخل عليها من كوة وألقى إليها الكتاب وتوارى في الكوة .

                                                                                                                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                            الخدمات العلمية