الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          4135 \ 47 - نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، نا الحكم بن موسى ، نا إسماعيل بن عياش ، عن عبد الملك بن أبي غنية أو غيره ، عن الحكم بن عتيبة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : لما انصرف المشركون عن قتلى أحد انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى منظرا أساءه ؛ رأى حمزة رضي الله عنه قد شق بطنه ، واصطلم أنفه ، وجدعت أذناه ، فقال : " لولا أن تحزن النساء ، أو تكون سنة بعدي ، لتركته حتى يبعثه الله من بطون السباع والطير ، لأمثلن مكانه بسبعين رجلا " . ثم دعا ببرده فغطى بها وجهه ، فخرجت رجلاه ، فغطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجهه وجعل على رجليه شيئا من الإذخر ، ثم قدمه ، فكبر عليه عشرا ، ثم جعل يجاء بالرجل فيوضع وحمزة مكانه ، حتى صلى عليه سبعين صلاة ، وكان القتلى سبعين ، فلما دفنوا وفرغ منهم نزلت هذه الآية : ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) [ ص: 355 ] إلى قوله : ( واصبر وما صبرك إلا بالله ) [ النحل : 125 - 127 ] فصبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يمثل بأحد . لم يروه غير إسماعيل بن عياش ، وهو مضطرب الحديث عن غير الشاميين .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية