الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ياأيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا ( 49 ) ) [ ص: 283 ]

يقول - تعالى ذكره - : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله ( إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن ) يعني : من قبل أن تجامعوهن ( فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) يعني من إحصاء أقراء ، ولا أشهر تحصونها عليهن ؛ ( فمتعوهن ) يقول : أعطوهن ما يستمتعن به من عرض أو عين مال . وقوله ( وسرحوهن سراحا جميلا ) يقول : وخلوا سبيلهن تخلية بالمعروف ، وهو التسريح الجميل .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا علي قال : ثنا عبد الله قال : ثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله ( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) فهذا في الرجل يتزوج المرأة ، ثم يطلقها من قبل أن يمسها ، فإذا طلقها واحدة بانت منه ، ولا عدة عليها تتزوج من شاءت ، ثم قرأ ( فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا ) يقول : إن كان سمى لها صداقا ، فليس لها إلا النصف ، فإن لم يكن سمى لها صداقا ، متعها على قدر عسره ويسره ، وهو السراح الجميل .

وقال بعضهم : المتعة في هذا الموضع منسوخة بقوله ( فنصف ما فرضتم ) .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ) إلى قوله ( سراحا جميلا ) قال : قال سعيد بن المسيب : ثم نسخ هذا الحرف المتعة ( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم ) .

حدثنا ابن بشار وابن المثنى قالا : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، [ ص: 284 ] قال : سمعت قتادة يحدث عن سعيد بن المسيب قال : نسخت هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا إذا نكحتم المؤمنات ثم طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها ) قال : نسخت هذه الآية التي في البقرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية