الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قال تعالى : ( والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ( 39 ) لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ( 40 ) ) .

قوله تعالى : ( والقمر ) : بالرفع : مبتدأ ، و " قدرناه " : الخبر .

وبالنصب على فعل مضمر ؛ أي وقدرنا القمر ؛ لأنه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل ، فحمل على ذلك . ومن رفع قال : هو محمول على ( وآية لهم ) في الموضعين ، وعلى ( الشمس ) ، وهي أسماء لم يعمل فيها فعل .

و ( منازل ) أي ذا منازل ؛ فهو حال ، أو مفعول ثان ؛ لأن قدرنا بمعنى صيرنا . وقيل : التقدير : قدرنا له منازل .

و ( العرجون ) : فعلول ، والنون أصل .

وقيل : هي زائدة ؛ لأنه من الانعراج ؛ وهذا صحيح المعنى ؛ ولكن شاذ في الاستعمال .

وقرأ بعضهم ( سابق النهار ) بالنصب ؛ وهو ضعيف ؛ وجوازه على أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين .

وحمل " يسبحون " على من يعقل لوصفها بالجريان والسباحة والإدراك والسبق .

قال تعالى : ( وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون ( 41 ) ) .

قوله تعالى : ( أنا ) : يجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف ؛ أي هي أنا .

وقيل : هي مبتدأ ، و " آية لهم " : الخبر ؛ وجاز ذلك لما كان لـ " أنا " تعلق بما قبلها .

والهاء والميم في ( ذريتهم ) لقوم نوح . وقيل : لأهل مكة .

[ ص: 343 ] قال تعالى : ( وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون ( 43 ) ) .

( فلا صريخ ) : الجمهور على الفتح ، ويكون ما بعده مستأنفا

وقرئ بالرفع والتنوين ؛ ووجهه ما ذكرنا في قوله : ( فلا خوف عليهم ) [ البقرة : 38 ] .

قال تعالى : ( إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين ( 44 ) ) .

قوله تعالى : ( إلا رحمة ) : هو مفعول له ، أو مصدر .

وقيل : التقدير : إلا برحمة . وقيل : هو استثناء منقطع .

قال تعالى : ( ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون ( 49 ) ) .

( يخصمون ) : مثل قوله ( يهدي ) وقد ذكر في يونس .

قال تعالى : ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون ( 52 ) ) .

قوله تعالى : ( ياويلنا ) : هو مثل قوله : ( ياحسرة ) [ يس : 30 ] .

وقال الكوفيون : " وي " : كلمة ، و " لنا " : جار ومجرور .

والجمهور على " من بعثنا " أنه استفهام . وقرئ شاذا : من بعثنا ، على أنه جار ومجرور يتعلق بويل .

و ( هذا ) : مبتدأ ، و " ما وعد " الخبر . و " ما " بمعنى الذي ، أو نكرة موصوفة ، أو مصدر .

وقيل : هذا نعت لمرقدنا ، فيوقف عليه ، و " ما وعد " مبتدأ ، والخبر محذوف ؛ أي حق ، ونحوه . أو خبر والمبتدأ محذوف ؛ أي هذا أو بعثنا .

قال تعالى : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ( 55 ) ) .

قوله تعالى : ( في شغل ) : هو خبر إن . و " فاكهون " : خبر ثان ؛ أو هو الخبر ، و " في شغل " يتعلق به .

[ ص: 344 ] ويقرأ ( فاكهين ) على الحال من الضمير في الجار .

والشغل - بضمتين ، وبضم بعده سكون ، وبفتحتين ، وبفتحة بعدها سكون ؛ لغات قد قرئ بهن .

التالي السابق


الخدمات العلمية