الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو فأنى تؤفكون ( 3 ) )

يقول - تعالى ذكره - للمشركين به من قوم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قريش : ( يا أيها الناس اذكروا نعمة الله ) التي أنعمها ( عليكم ) بفتحه لكم من خيراته ما فتح ، وبسطه لكم من العيش ما بسط ، وفكروا فانظروا هل من خالق سوى فاطر السماوات والأرض الذي بيده مفاتيح أرزاقكم ومغالقها ( يرزقكم من السماء والأرض ) فتعبدوه [ ص: 438 ] دونه ( لا إله إلا هو ) يقول : لا معبود تنبغي له العبادة إلا الذي فطر السماوات والأرض ، القادر على كل شيء ، الذي بيده مفاتح الأشياء وخزائنها ، ومغالق ذلك كله ، فلا تعبدوا أيها الناس شيئا سواه ، فإنه لا يقدر على نفعكم وضركم سواه ، فله فأخلصوا العبادة وإياه فأفردوا بالألوهة ( فأنى تؤفكون ) يقول : فأي وجه عن خالقكم ورازقكم الذي بيده نفعكم وضركم تصرفون .

كما حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله ( فأنى تؤفكون ) يقول الرجل : إنه ليؤفك عني كذا وكذا . وقد بينت معنى الإفك ، وتأويل قوله ( تؤفكون ) فيما مضى بشواهده المغنية عن تكريره .

التالي السابق


الخدمات العلمية