الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : قل يا أهل الكتاب تعالوا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي شيبة ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، والبيهقي في " سننه " ، عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر ؛ في الأولى منهما : قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا الآية . وفي الثانية : تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، والبخاري ، ومسلم ، والنسائي ، وابن أبي حاتم ، عن [ ص: 613 ] ابن عباس قال : حدثني أبو سفيان، أن هرقل دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه، فإذا فيه : " بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ؛ فإني أدعوك بدعاية الإسلام : أسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا " . إلى قوله : اشهدوا بأنا مسلمون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، عن ابن عباس ، أن كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكفار : تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم إلى آخر الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن جريج في قوله : تعالوا إلى كلمة الآية . قال : بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى ذلك فأبوا عليه، فجاهدهم حتى أقروا بالجزية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن قتادة قال : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 614 ] دعا يهود أهل المدينة إلى الكلمة السواء، وهم الذين حاجوا في إبراهيم، وزعموا أنه مات يهوديا، فأكذبهم الله ونفاهم منه فقال : يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن الربيع قال : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود إلى الكلمة السواء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عن محمد بن جعفر بن الزبير في قوله : قل يا أهل الكتاب تعالوا . الآية قال : فدعاهم إلى النصف وقطع عنهم الحجة . يعني وفد نجران .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عن السدي قال : ثم دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني الوفد من نصارى نجران، فقال : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن قتادة : تعالوا إلى كلمة سواء . قال : عدل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن الربيع ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطستي في " مسائله " عن ابن عباس ، أن نافع بن الأزرق سأله عن [ ص: 615 ] قوله : سواء بيننا وبينكم . قال : عدل . قال : وهل تعرف العرب ذلك؟ قال : نعم ، أما سمعت قول الشاعر :

                                                                                                                                                                                                                                      تلاقينا فقاضينا سواء ولكن جر عن حال بحال



                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن أبي العالية قال : كلمة السواء : لا إله إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن مجاهد : تعالوا إلى كلمة سواء . قال : لا إله إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن جريج في قوله : ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله . قال : لا يطيع بعضنا بعضا في معصية الله، ويقال : إن تلك الربوبية أن يطيع الناس سادتهم وقادتهم في غير عبادة وإن لم يصلوا لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن عكرمة في قوله : ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا . قال : سجود بعضهم لبعض .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية