الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( ولا يعبث في الصلاة بشيء من جسده وثيابه ) لحديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : { إن الله - تعالى - كره لكم ثلاثا الرفث في الصوم والعبث في الصلاة والضحك في المقابر } ، ولما { رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي ، وهو يعبث بلحيته قال لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه } ، فجعل فعله دليل نفاقه قال الطحاوي تأويله أن النبي صلى الله عليه وسلم عرف بطريق الوحي أن الرجل منافق مستهزئ ، فأما أن يكون هذا الفعل من علامات النفاق فلا ; لأن المصلي قلما ينجو منه . [ ص: 26 ] ألا ترى أنه { قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ومن يطيق ذلك ؟ قال ليكن في الفريضة } ، إذا فالحاصل أن كل عمل هو مفيد للمصلي ، فلا بأس أن يأتي به أصله ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : { أنه عرق ليلة في صلاته فسلت العرق عن جبينه } ; لأنه يؤذيه فكان مفيدا : { وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الصيف إذا قام من السجود نفض ثوبه يمنة أو يسرة } ; لأنه كان مفيدا حتى لا يبقي صورة ، فأما ما ليس بمفيد فيكره للمصلي أن يشتغل به ، لقوله صلى الله عليه وسلم : { إن في الصلاة لشغلا } ، والعبث غير مفيد له شيئا ، فلا يشتغل به .

التالي السابق


الخدمات العلمية