الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            4278 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا العباس بن محمد الدوري ، ثنا قراد أبو نوح ، أنبأ يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبي موسى قال : [ ص: 518 ] " خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحولوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال : وهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا يبعثه الله رحمة العالمين ، فقال له أشياخ من قريش : وما علمك بذلك ؟ قال : إنكم حين شرفتم من العقبة لم يبق شجر ، ولا حجر ، إلا خر ساجدا ولا تسجد إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة ، أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعاما ثم أتاهم وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رعية الإبل قال : أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله قال : انظروا إليه غمامة تظله ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه قال : انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه ، فبينما هو قائم عليه وهو يناشدهم أن لا تذهبوا به إلى الروم فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه ، فالتفت فإذا هو بسبعة نفر قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال : ما جاء بكم ؟ قالوا : جئنا فإن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه ناس وإنا بعثنا إلى طريقه هذا ، فقال لهم الراهب : هل خلفتم خلفكم أحدا هو خير منكم ؟ قالوا : لا ، قالوا : إنما أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا قال : أفرأيتم أمرا أراده الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده ؟ قالوا : لا قال : فبايعوه فبايعوه وأقاموا معه قال : فأتاهم الراهب فقال : أنشدكم الله أيكم وليه ؟ قال أبو طالب : فلم يزل يناشده حتى رده وبعث معه أبو بكر ، بلالا وزوده الراهب من الكعك والزيت " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية