الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        2142 حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن قرة بن خالد قال حدثني حميد بن هلال حدثنا أبو بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين فقلت ما عملت أنهما يطلبان العمل فقال لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ومعي رجلان من الأشعريين ، قال : فقلت : ما علمت أنهما يطلبان العمل ) كذا وقع مختصرا ، وسيأتي في استتابة المرتدين بهذا الإسناد بعينه تاما وفيه : " ومعي رجلان من الأشعريين وكلاهما سأل أي : للعمل ، فقلت : والذي بعثك ما اطلعت على ما في أنفسهما ولا علمت أنهما يطلبان العمل " الحديث .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال : لن - أو لا - نستعمل على عملنا من أراده ) هكذا ثبت في جميع الروايات التي وقفت عليها ، وهو شك من الراوي هل قال لن أو قال لا ، وحكى ابن التين أنه ضبط في بعض النسخ " أولي " بضم الهمزة وفتح الواو وتشديد اللام مع كسرها فعل مستقبل من الولاية ، قال القطب الحلبي : فعلى هذه الرواية يكون لفظ " نستعمل " زائدا ويكون تقدير الكلام لن أولي على عملنا . وقد وقع هذا الحديث في الأحكام من طريق بريد بن عبد الله عن أبي بردة بلفظ : " إنا لا نولي على عملنا " وهو يعضد هذا التقرير ، والله أعلم . قال المهلب : لما كان طلب العمالة دليلا على الحرص ابتغي أن يحترس من الحريص فلذلك قال - صلى الله عليه وسلم - : " لا نستعمل على عملنا من أراده " وظاهر الحديث منع تولية من يحرص على الولاية إما على سبيل التحريم أو الكراهة ، وإلى التحريم جنح القرطبي ، ولكن يستثنى من ذلك من تعين عليه .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية