الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء

735 . وجمعوا أبوابا أو شيوخا أو تراجما أو طرقا وقد رأوا      736 . كراهة الجمع لذي تقصير
كذاك الاخراج بلا تحرير

التالي السابق


ومما جرت عادة أهل الحديث أن يخصوه بالجمع والتأليف ; الأبواب ، والشيوخ ، والتراجم ، والطرق ، فأما جمع الأبواب ، فهو إفراد باب واحد بالتصنيف ، ككتاب رفع اليدين ، وباب القراءة خلف الإمام ، أفردهما البخاري بالتصنيف . وباب التصديق بالنظر لله تعالى أفرده الآجري . وباب النية ، أفرده ابن أبي الدنيا . وباب القضاء باليمين مع الشاهد ، أفرده الدارقطني . وباب القنوت أفرده ابن منده . وباب البسملة ، أفرده ابن عبد البر . وغيره وغير ذلك . وأما جمع الشيوخ ، فهو جمع حديث شيوخ مخصوصين ، كل واحد منهم على انفراده ، كجمع حديث الأعمش للإسماعيلي ، وحديث الفضيل بن عياض للنسائي ، وحديث محمد بن جحادة للطبراني ، وغير ذلك ، وقد ذكر الخطيب ممن يجمع حديثه : إسماعيل بن أبي خالد ، وأيوب بن أبي تميمة ، وبيان بن بشر ، والحسن بن صالح بن حي ، وحماد بن زيد وداود بن أبي هند ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وزائدة ، وزهيرا ، وزياد بن سعد ، وسفيان الثوري ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن إسحاق الشيباني ، وسليمان بن طرخان ، وسليمان بن مهران الأعمش ، وشعبة ، وصفوان بن سليم ، وطلحة بن مصرف ، وعبد الله [ ص: 58 ] ابن عون . وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبيد الله بن عمر العمري ، وأبا حصين عثمان بن عاصم الكوفي ، وعمرو بن دينار المكي ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن جحادة ، ومحمد بن سوقة ، ومحمد بن مسلم بن شهاب ، ومحمد بن واسع ، ومسعر بن كدام ، ومطر بن طهمان ، وهشام بن سعد ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ويونس بن عبيد البصري . وروينا عن عثمان بن سعيد الدارمي ، قال : يقال : من لم يجمع حديث هؤلاء الخمسة ، فهو مفلس في الحديث : سفيان ، وشعبة ، ومالك ، وحماد بن زيد ، وابن عيينة ، وهم أصول الدين . وأما جمع التراجم فهو جمع ما جاء بترجمة واحدة من الحديث ، كمالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، وسهيل بن أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، وهشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، وأيوب ، عن ابن سيرين ، عن أبي هريرة ، ونحو ذلك . وأما جمع الطرق ، فهو جمع طرق حديث واحد ، كطرق حديث قبض العلم للطوسي ، وطرق حديث من كذب علي متعمدا للطبراني ، وطرق حديث طلب العلم فريضة . ونحو ذلك . وقد أدخل الخطيب هذا القسم في جمع الأبواب ، وأفرده ابن الصلاح بالذكر ، وهو واضح ; لأن هذا جمع طرق حديث واحد ، وذلك جمع باب وفيه أحاديث مختلفة ، والله أعلم . وكرهوا الجمع والتأليف لمن هو قاصر عن جودة التأليف . روينا عن علي بن المديني ، قال : إذا رأيت المحدث أول ما يكتب الحديث يجمع حديث الغسل ، وحديث من كذب علي ، فاكتب على قفاه : لا يفلح . وكذلك كرهوا إخراج التصنيف إلى الناس قبل تهذيبه ، وتحريره ، وإعادة النظر فيه ، وتكريره .




الخدمات العلمية