الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 148 ] قوله : ويكثر من الدعاء يوم الجمعة رجاء أن يصادف ساعة الإجابة ، وهذا مقتضاه عدم تعيينها ، وهو ما في الصحيحين من حديث أبي هريرة مرفوعا : { فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي ، يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه }. وفي رواية : { وهي ساعة خفيفة }. وفي تعيينها عشرة أقوال ، وفي مسلم من حديث أبي موسى : { هي ما بين أن يخرج الإمام إلى أن تقضى الصلاة }. وفي النسائي وغيره من حديث جابر : { التمسوها آخر ساعة بعد العصر }. ومثله عن عبد الله بن سلام ، والله أعلم . قال البيهقي : { كان عليه السلاميعلم هذه الساعة بعينها ثم أنسيها كما نسي ليلة القدر } ، وقد روى ذلك ابن خزيمة في صحيحه من طريق سعيد بن الحارث ، عن أبي سلمة ، { عن أبي سعيد قال : سألنا عنها النبي ، فقال : إني كنت علمتها ثم أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر }. وقال الأثرم : لا تخلوا هذه الأحاديث من أحد وجهين : إما أن يكون بعضها أصح من بعض ، وإما أن تكون هذه الساعة تنتقل في الأوقات المذكورة ، كما تنتقل ليلة القدر في ليالي العشر الأخير ، قلت : بلغتها في فتح الباري إلى بضعة وأربعين قولا ، ونحوها في ليلة القدر .

التالي السابق


الخدمات العلمية