الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  969 57 - حدثنا مسدد، قال: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس ، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ جاء رجل، فقال: يا رسول الله، قحط المطر; فادع الله أن يسقينا! فدعا فمطرنا، فما كدنا أن نصل إلى منازلنا. فما زلنا نمطر إلى الجمعة المقبلة. قال: فقام ذلك الرجل، أو غيره، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يصرفه عنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم حوالينا، ولا علينا! قال: [ ص: 43 ] فلقد رأيت السحاب يتقطع يمينا وشمالا، لا يمطرون، ولا يمطر أهل المدينة

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وأعاده لأجل هذه الترجمة، وللمغايرة فيمن أخرجه; لأنه رواه هنا عن مسدد ، عن أبي عوانة ، بفتح العين المهملة الوضاح بن عبد الله اليشكري عن قتادة ، عن أنس .

                                                                                                                                                                                  قوله: " بينما " - قد مر الكلام فيه غير مرة; إذ أصله بين زيدت فيه الألف والميم، ويضاف إلى الجملة، وقوله: " إذا جاء " جوابه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " قحط " بكسر الحاء، وفتحها.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فمطرنا " ، بضم الميم، وكسر الطاء.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فما كدنا أن نصل " كلمة أن نصل خبر لكاد مع أن; لأن بينه وبين عسى معاوضة في دخول أن وعدمها، وأراد به أنه كثر المطر بحيث تعذر الوصول إلى منازلنا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " نمطر " ، بضم النون، وسكون الميم، وفتح الطاء.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يتقطع " من باب التفعل.

                                                                                                                                                                                  قوله: " يمطرون " أي أهل اليمين، وأهل الشمال، ومحلها من الإعراب الرفع; لأنها خبر مبتدأ محذوف، أي هم يمطرون. ويجوز أن يكون حالا أي السحاب يتقطع حال كون أهل اليمين والشمال يمطرون.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية