الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  970 58 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن شريك بن عبد الله، عن أنس ، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هلكت المواشي، وتقطعت السبل! فدعا، فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة. ثم جاء، فقال: تهدمت البيوت، وتقطعت السبل، وهلكت المواشي; فادع الله يمسكها، فقام صلى الله عليه وسلم، فقال: اللهم على الآكام، والظراب، والأودية، ومنابت الشجر، فانجابت عن المدينة انجياب الثوب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أعاد هذا الحديث أيضا لما ذكرنا من الوجهين. (فإن قلت): ليس فيه التصريح بأن السائل المذكور عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سأله وهو على المنبر يخطب يوم الجمعة - (قلت): هذه الأحاديث كلها في الأصل واحد، ويفسر بعضها بعضا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فدعا فمطرنا " ، وفي رواية الأصيلي " فادع الله " بدل " فدعا "، أي قال الرجل: ادع الله، فدعا الرسول صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: " هلكت المواشي " أي من قلة الماء، والنبات، وتقطعت السبل أيضا من قلتهما أيضا، وأما الهلاك، والتقطع ثانيا فمن كثرة الماء.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فانجابت " بالجيم، وبالباء الموحدة أي انكشفت، وقد مر الكلام فيه.

                                                                                                                                                                                  وفيه ما يدل على أن الرجل الثاني فيه هو الرجل الأول; لأن الضمير في قوله: " ثم جاء " يرجع إلى قوله: " جاء رجل "; فافهم، والله أعلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية