الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( وعرض مقعر الكف ) وهو داخل مفاصل أصابع اليد ( في رقيق من مغلظة كعذرة ) آدمي ، وكذا كل ما خرج منه موجبا لوضوء أو غسل مغلظ

التالي السابق


( قوله : وهو داخل مفاصل أصابع اليد ) قال منلا مسكين : وطريق معرفته أن تغرف الماء باليد ثم تبسط ، فما بقي من الماء فهو مقدار الكف . ( قوله : من مغلظة ) متعلق بقوله عفي ط أو بمحذوف صفة لكثيف ورقيق أي : كائنين من نجاسة مغلظة . وقال في الدرر متعلق بقدر الدرهم .

ثم اعلم أن المغلظ من النجاسة عند الإمام ما ورد فيه نص لم يعارض بنص آخر ، فإن عورض بنص آخر فمخفف كبول ما يؤكل لحمه ، فإن حديث { استنزهوا البول } يدل على نجاسته وحديث العرنيين يدل على طهارته . وعندهما ما اختلف الأئمة في نجاسته فهو مخفف ، فالروث مغلظ عنده ; لأنه عليه الصلاة والسلام سماه ركسا ولم يعارضه نص آخر . وعندهما مخفف ، لقول مالك بطهارته لعموم البلوى ، وتمام تحقيقه في المطولات . ( قوله : كعذرة ) تمثيل للمغلظة . ( قوله : وكذا إلخ ) يرد عليه الريح فإنه طاهر ط أي : على الصحيح .

وقد يقال : إن الكلام في الكثيف والرقيق والريح ليس منهما فليتأمل ، أو يقال : " ما " في " كل ما " واقعة على النجس ; لأن المراد بيان التغليظ . مطلب في طهارة بوله صلى الله عليه وسلم [ تنبيه ]

صحح بعض أئمة الشافعية طهارة بوله صلى الله عليه وسلم وسائر فضلاته ، وبه قال أبو حنيفة كما نقله في المواهب اللدنية عن شرح البخاري للعيني وصرح به البيري في شرح الأشباه . قال الحافظ ابن حجر : تظافرت الأدلة على ذلك . وعد الأئمة ذلك من خصائصه صلى الله عليه وسلم . ونقل بعضهم عن شرح المشكاة لمنلا علي القاري أنه قال : اختاره كثير من أصحابنا ، وأطال في تحقيقه في شرحه على الشمائل في باب ما جاء في تعطره عليه الصلاة والسلام . ( قوله : مغلط ) لا حاجة إليه مع قوله كذا ط




الخدمات العلمية