الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  973 61 - حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك أنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي، وتقطعت السبل، فادع الله، فدعا الله فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة، فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، تهدمت البيوت، وتقطعت السبل وهلكت المواشي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم على ظهور الجبال، والآكام، وبطون الأودية، ومنابت الشجر، فانجابت عن المدينة انجياب الثوب.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أعاد حديث شريك أيضا لأجل هذه الترجمة، ولبيان مغايرة شيخه، وشيخ شيخه.

                                                                                                                                                                                  قوله: " اللهم على ظهور الجبال " ، أي: [ ص: 45 ] يا الله أنزل المطر على ظهور الجبال.

                                                                                                                                                                                  قوله: " منابت الشجر " المنابت جمع منبت على وزن مفعل بكسر العين، قال الكرماني : كيف يمكن وقوع المطر عليها، ثم أجاب بأن المراد ما حولها، أو ما يصلح أن يكون منبتا.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن بطال : فيه دليل على أن للإمام إذا سئل الخروج إلى الاستسقاء أن يجيب إليه لما فيه من الضراعة إلى الله تعالى في إصلاح أحوال عباده، وكذا في كل ما فيه صلاح الرعية أن يجيبهم إلى ذلك; لأن الإمام راع ومسئول عن رعيته، فيلزمه حياطتهم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية