الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  974 قال: وزاد أسباط ، عن منصور ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقوا الغيث، فأطبقت عليهم سبعا، وشكا الناس كثرة المطر، فقال: اللهم حوالينا، ولا علينا، فانحدرت السحابة عن رأسه، فسقوا الناس حولهم.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 46 ]

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  [ ص: 46 ] هذا تعليق، يعني: زاد أسباط عن منصور بإسناده المذكور قبله إلى ابن مسعود ، وقد وصله البيهقي من رواية علي بن ثابت ، عن أسباط بن نصر عن منصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن ابن مسعود ، قال: لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الناس إدبارا، فذكر نحو الذي قبله وزاد: فجاءه أبو سفيان ، وأناس من أهل مكة ، فقالوا: يا محمد ، إنك تزعم أنك بعثت رحمة، وإن قومك هلكوا، فادع الله لهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث ، الحديث، وأسباط بفتح الهمزة، وسكون السين المهملة، بعدها الباء الموحدة، وفي آخره طاء مهملة، قال صاحب التوضيح: أسباط هذا هو ابن محمد بن عبد الرحمن القاص أبو محمد القرشي مولاهم الكوفي ضعفه الكوفيون ، وقال النسائي : ليس به بأس، ووثقه ابن معين ، مات في المحرم سنة مائتين.

                                                                                                                                                                                  (قلت): ذكر في رواية البيهقي أنه أسباط بن نصر ، وهو الصحيح، وهو أسباط بن نصر الهمداني أبو يوسف ، ويقال أبو نصر الكوفي ، وثقه ابن معين ، وتوقف فيه أحمد ، وقال النسائي : ليس بالقوي واعترض على البخاري بزيادة أسباط هذا، فقال الداودي : أدخل قصة المدينة في قصة قريش ، وهو غلط، وقال أبو عبد الملك : الذي زاده أسباط وهم واختلاط; لأنه ركب سند عبد الله بن مسعود على متن حديث أنس بن مالك ، وهو قوله: " فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقوا الغيث " إلى آخره، وكذا قال الحافظ شرف الدين الدمياطي ، وقال: وحديث عبد الله بن مسعود كان بمكة ، وليس فيه هذا، والعجب من البخاري كيف أورد هذا، وكان مخالفا لما رواه الثقات، وقد ساعد بعضهم البخاري بقوله: لا مانع أن يقع ذلك مرتين، وفيه نظر لا يخفى، وقال الكرماني : (فإن قلت): قصة قريش ، والتماس أبي سفيان كانت في مكة لا في المدينة . (قلت): القصة مكية إلا القدر الذي زاد أسباط ، فإنه وقع في المدينة .

                                                                                                                                                                                  قوله: " فسقوا " ، بضم السين، والقاف على صيغة المجهول، وأصله سقيوا استثقلت الضمة على الياء بعد سلب حركة ما قبلها فصار سقوا على وزن فعوا.

                                                                                                                                                                                  قوله: " الغيث " منصوب; لأنه مفعول ثان.

                                                                                                                                                                                  قوله: " فسقوا الناس حولهم " الكلام في سقوا قد مر الآن، والناس منصوب على الاختصاص، أي أعني الناس الذين حول المدينة وأهلها، وفي رواية البيهقي : فأسقي الناس حولهم، وزاد بعد هذا، قال - يعني ابن مسعود : لقد مرت آية الدخان.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية