الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2204 حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن حدثنا سهل بن حماد حدثنا همام حدثنا محمد بن جحادة عن عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الفتنة كسروا فيها قسيكم وقطعوا فيها أوتاركم والزموا فيها أجواف بيوتكم وكونوا كابن آدم قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب صحيح وعبد الرحمن بن ثروان هو أبو قيس الأودي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ) هو الإمام الدارمي ( أخبرنا سهل بن حماد ) أبو [ ص: 371 ] عتاب الدلال البصري صدوق من التاسعة ( أخبرنا همام ) بن يحيى بن دينار العوذي أبو عبد الله ويقال أبو بكر البصري ثقة ، ربما وهم من السابعة ( عن عبد الرحمن بن ثروان ) مثلثة مفتوحة وراء ساكنة ، كنيته أبو قيس الأودي الكوفي ، صدوق ربما خالف من السادسة .

                                                                                                          قوله : ( وقال في الفتنة ) أي في أيامها وزمنها ، وهو ظرف لقوله : ( كسروا فيها قسيكم ) كسرتين وتشديد التحتية جمع القوس وفي العدول عن الكسر إلى التكسير مبالغة ; لأن باب التفعيل للتكثير وكذا قوله : ( وقطعوا ) أمر من التقطيع ( فيها أوتاركم ) جمع الوتر بفتحتين وهي بالفارسية زه يعني جله كمان وفيه زيادة من المبالغة ، إذ لا منفعة لوجود الأوتار مع كسر القسي ، أو المراد به أنه لا ينتفع بها الغير ولا يستعملها في دون الخير ( والزموا فيها أجواف بيوتكم ) أي كونوا ملازميها لئلا تقعوا في الفتنة والمحاربين فيها ( وكونوا كابن آدم ) وهو هابيل حين استسلم للقتل ، وقال لأخيه قابيل لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك الآية .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه .




                                                                                                          الخدمات العلمية