الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4600 (80) باب خير القرون قرن الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم

                                                                                              [ 2438 ] عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس خير؟ قال : قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تبدر شهادة أحدهم يمينه، وتبدر يمينه شهادته، قال إبراهيم : كانوا ينهوننا - ونحن غلمان - عن العهد والشهادات.

                                                                                              وفي أخرى : "ثم يتخلف من بعدهم خلف تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته" .

                                                                                              رواه أحمد ( 1 \ 378 )، والبخاري (6429)، ومسلم (2533) (211 و 212)، والترمذي (3859)، والنسائي في الكبرى (6031)، وابن ماجه (2362).

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              و (قوله : " خير أمتي قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ") القرن [ ص: 486 ] - بسكون الراء - من الناس : أهل زمان واحد . قال الشاعر :


                                                                                              إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم وخلفت في قرن فأنت غريب

                                                                                              وقيل : مقدار زمانه : ثمانون سنة ، وقيل : ستون ، ويعني : أن هذه القرون الثلاثة : أفضل مما بعدها إلى يوم القيامة ، وهذه القرون في أنفسها متفاضلة ، فأفضلها : الأول ، ثم الذي بعده ، ثم الذي بعده . هذا ظاهر الحديث . فأما أفضلية الصحابة ، وهم القرن الأول على من بعدهم ، فلا تخفى ، وقد بينا إبطال قول من زعم أنه يكون فيمن بعدهم أفضل منهم ، أو مساو لهم في كتاب الطهارة . وأما أفضلية من بعدهم ، بعضهم على بعض ، فبحسب قربهم من القرن الأول ، وبحسب ما ظهر على أيديهم من إعلاء كلمة الدين ، ونشر العلم ، وفتح الأمصار ، وإخماد كلمة الكفر . ولا خفاء : أن الذي كان من ذلك في قرن التابعين كان أكثر وأغلب مما كان في أتباعهم ، وكذلك الأمر في الذين بعدهم ، ثم بعد هذا غلبت الشرور ، وارتكبت الأمور ، وقد دل على صحة هذا قوله في حديث أبي سعيد : " يغزو فئام من الناس ، فيقال : هل فيكم من صحب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟ فيقال : نعم ، فيفتح لهم . . . " الحديث . والفئام : الجماعة من الناس ، لا واحد له من لفظه ، وهو مهموز ، والعامة تترك همزه .




                                                                                              الخدمات العلمية