الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
( و ) دخل فيه أيضا القياس ( الاستثنائي ) ويكون في الشرطيات ( وهو ما تذكر فيه النتيجة أو نقيضها ) أي [ ص: 589 ] نقيض النتيجة ففي المتصلات كما يقال : إن كان هذا إنسانا فهو حيوان ، لكنه ليس بحيوان ينتج أنه ليس بإنسان ، أو أنه إنسان ، ينتج أنه حيوان ، فاستثناء عين الأول ينتج عين الثاني ، واستثناء نقيض الثاني ينتج نقيض المقدم ، وعين الثاني لا ينتج عين الأول ، لاحتمال كونه عاما ، ولا يلزم من إثبات العام إثبات الخاص ، كما في المثال المذكور . فإن الحيوان لا يستلزم وجود الإنسان ، وكذا نقيض الإنسان لا يستلزم نقيض الحيوان ; لوجوده في الفرس وفي المنفصلات ، كما يقال : العدد إما زوج أو فرد ، لكنه زوج ينتج أنه ليس بفرد ، أو فرد ، ينتج أنه ليس بزوج .

مثاله في الشرعيات : الضب إما حلال أو حرام ، لكنه حلال ; لأنه أكل على مائدة النبي صلى الله عليه وسلم فليس بحرام . مثال آخر : صيد المحرم إما حلال أو حرام ، لكنه حرام ; لأنه نهي عنه ، فليس بحلال .

التالي السابق


الخدمات العلمية