الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  986 72 - حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله ، قال: أخبرنا الأوزاعي، قال: حدثنا إسحاق بن [ ص: 55 ] عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري، قال: حدثني أنس بن مالك، قال: أصابت الناس سنة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر يوم الجمعة قام أعرابي، فقال: يا رسول الله، هلك المال، وجاع العيال، فادع الله لنا أن يسقينا، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، وما في السماء قزعة، قال: فثار سحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته، قال: فمطرنا يومنا ذلك، وفي الغد، ومن بعد الغد، والذي يليه إلى الجمعة الأخرى، فقام ذلك الأعرابي، أو رجل غيره، فقال: يا رسول الله، تهدم البناء وغرق المال، فادع الله لنا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه، وقال: اللهم حوالينا، ولا علينا، قال: فما جعل يشير بيده إلى ناحية من السماء إلا تفرجت حتى صارت المدينة في مثل الجوبة حتى سال الوادي، وادي قناة شهرا، قال: فلم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة في قوله: " حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته " ولكنها غير ظاهرة; لأن هذا الكلام لا يدل على التمطر الذي هو من التفعل الدال على التكلف، وقد مر هذا الحديث في كتاب الجمعة، وكتاب الاستسقاء مطولا، ومختصرا برواة مختلفة، ومتون متغايرة، بزيادة ونقصان، وقد استقصينا الكلام في تفسيره بجميع ما يتعلق به.

                                                                                                                                                                                  قوله: " بالجود " ، بفتح الجيم، وسكون الواو المطر الكثير.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية