الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فيه آيات بينات الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج سعيد بن منصور ، والفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن الأنباري في " المصاحف " ، عن ابن عباس ، أنه كان يقرأ : " فيه آية بينة مقام إبراهيم " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري عن مجاهد ، أنه كان يقرأ : " فيه آية بينة " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عاصم بن أبي النجود : فيه آيات بينات على الجماع .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من طريق العوفي، عن ابن عباس : فيه آيات بينات : منهن مقام إبراهيم والمشعر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن مجاهد ، وقتادة ، في الآية قالا : مقام إبراهيم من الآيات البينات .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 681 ] وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن الحسن في قوله : فيه آيات بينات . قال : مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والأزرقي، عن مجاهد : فيه آيات بينات مقام إبراهيم . قال : أثر قدميه في المقام آية بينة، ومن دخله كان آمنا . قال : هذا شيء آخر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الأزرقي عن زيد بن أسلم : فيه آيات بينات . قال : الآيات البينات مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت . وقال : يأتين من كل فج عميق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري عن الكلبي : فيه آيات بينات . قال : الآيات ؛ الكعبة، والصفا والمروة، ومقام إبراهيم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن قتادة في قوله : ومن دخله كان آمنا . قال : هذا كان في الجاهلية، كان الرجل لو جر كل جريرة على نفسه ثم لجأ إلى حرم الله لم يتناول ولم يطلب، فأما في الإسلام فإنه لا يمنع من حدود الله ؛ ومن سرق فيه قطع، ومن زنى فيه أقيم عليه الحد، ومن قتل فيه قتل .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 682 ] وأخرج الأزرقي عن مجاهد ، مثله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، والأزرقي، عن حويطب بن عبد العزى قال : أدركت في الجاهلية في الكعبة حلقا أمثال لجم البهم، لا يدخل خائف يده فيها إلا لم يهجه أحد، فجاء خائف ذات يوم فأدخل يده فيها، فجاءه آخر من ورائه فاجتذبه فشلت يده، فلقد رأيته أدرك الإسلام وإنه لأشل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، والأزرقي، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : لو وجدت فيه قاتل الخطاب ما مسسته حتى يخرج منه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عباس في قوله : ومن دخله كان آمنا . قال : من عاذ بالبيت أعاذه البيت، ولكن لا يئوى، ولا يطعم، ولا يسقى، ولا يدع ، فإذا خرج أخذ بذنبه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، والأزرقي، من طريق طاوس، عن ابن عباس في قوله : ومن دخله كان آمنا . قال : من قتل أو سرق في الحل ثم دخل الحرم، فإنه لا يجالس، ولا يكلم، ولا يئوى، ولكنه يناشد حتى يخرج فيؤخذ فيقام عليه ما جر، فإن قتل أو سرق في الحل فأدخل الحرم فأرادوا أن يقيموا عليه ما أصاب، [ ص: 683 ] أخرجوه من الحرم إلى الحل فأقيم عليه، وإن قتل في الحرم أو سرق أقيم عليه في الحرم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، من طريق مجاهد ، عن ابن عباس قال : إذا أصاب الرجل الحد ؛ قتل أو سرق فدخل الحرم لم يبايع ولم يئو حتى يتبرم فيخرج من الحرم فيقام عليه الحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن طاوس قال : عاب ابن عباس على ابن الزبير في رجل أخذ في الحل ثم أدخله الحرم ثم أخرجه إلى الحل فقتله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عن الشعبي قال : من أحدث حدثا ثم لجأ إلى الحرم فقد أمن، ولا يعرض له، وإن أحدث في الحرم أقيم عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، من طريق عكرمة، عن ابن عباس قال : من أحدث حدثا ثم استجار بالبيت فهو آمن، وليس للمسلمين أن يعاقبوه على شيء إلى أن يخرج، فإذا خرج أقاموا عليه الحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، من طريق عطاء، عن ابن عباس قال : من أحدث حدثا في غير الحرم ثم لجأ إلى الحرم لم يعرض له، ولم يبايع، ولم يئو، حتى يخرج من الحرم، فإذا خرج من الحرم أخذ فأقيم عليه الحد، ومن [ ص: 684 ] أحدث في الحرم حدثا أقيم عليه الحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن ابن عمر قال : لو وجدت قاتل عمر في الحرم ما هجته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، عن ابن عباس قال : لو وجدت قاتل أبي في الحرم لم أعرض له .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن في الآية قال : كان الرجل في الجاهلية يقتل الرجل، فيعلق في رقبته الصوفة، ثم يدخل الحرم فيلقاه ابن المقتول أو أبوه فلا يحركه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ،عن أبي شريح العدوي قال : قام النبي صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح فقال : " إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما، ولا يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا : إن الله قد أذن لرسوله ولم يأذن لكم . وإنما أذن لي ساعة من نهار، ثم عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس " .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 685 ] وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عمرو قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بناس من قريش جلوس في ظل الكعبة، فلما انتهى إليهم سلم ثم قال : " اعلموا أنها مسؤولة عما يعمل فيها، وإن ساكنها لا يسفك فيها دما ولا يمشي بالنميمة " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن يحيى بن جعدة بن هبيرة في قوله : ومن دخله كان آمنا . قال : آمنا من النار .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من دخل البيت دخل في حسنة وخرج من سيئة مغفورا له " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن عطاء قال : من مات في الحرم بعث آمنا ، يقول الله : ومن دخله كان آمنا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في " الشعب " ، عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات في أحد الحرمين بعث آمنا " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في " الشعب " وضعفه عن سلمان قال : قال رسول الله [ ص: 686 ] صلى الله عليه وسلم : " من مات في أحد الحرمين استوجب شفاعتي، وجاء يوم القيامة من الآمنين " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الجندي، والبيهقي ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة، ومن زارني إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الجندي عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الجندي عن ابن عمر قال : من قبر بمكة مسلما بعث آمنا يوم القيامة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية