الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          2248 حدثنا عبد الله بن معاوية الجمحي حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكث أبو الدجال وأمه ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة تنام عيناه ولا ينام قلبه ثم نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال أبوه طوال ضرب اللحم كأن أنفه منقار وأمه فرضاخية طويلة اليدين فقال أبو بكرة فسمعنا بمولود في اليهود بالمدينة فذهبت أنا والزبير بن العوام حتى دخلنا على أبويه فإذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما فقلنا هل لكما ولد فقالا مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد ثم ولد لنا غلام أعور أضر شيء وأقله منفعة تنام عيناه ولا ينام قلبه قال فخرجنا من عندهما فإذا هو منجدل في الشمس في قطيفة له وله همهمة فتكشف عن رأسه فقال ما قلتما قلنا وهل سمعت ما قلنا قال نعم تنام عيناي ولا ينام قلبي قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( وأقله منفعة ) أي أقل شيء منفعة ( تنام عيناه ولا ينام قلبه ) قال القاضي : أي لا تقطع أفكاره الفاسدة عنه عند النوم لكثرة وساوسه وتخيلاته وتواتر ما يلقي الشيطان إليه ، كما لم يكن ينام قلب النبي صلى الله عليه وسلم من أفكاره الصالحة بسبب ما تواتر عليه من الوحي والإلهام ( فقال ) أي النبي صلى الله عليه وسلم ( أبوه طوال ) بضم الطاء وتخفيف الواو مبالغة طويل ، والمشدد أكثر مبالغة لكن الأول هو الرواية ( ضرب اللحم ) قال في النهاية هو الخفيف اللحم المستدق وفي صفة موسى عليه الصلاة والسلام أنه ضرب من الرجال ( كأن ) بتشديد النون ( أنفه منقار ) بكسر الميم أي في أنفه طول بحيث يشبه منقار طائر ( وأمه امرأة فرضاخية ) بكسر الفاء وتشديد التحتية أي ضخمة عظيمة ، وذكره القاضي ، وفي الفائق : هي صفة بالضخم وقيل بالطول والياء مزيدة فيه للمبالغة كأحمري ، وفي القاموس : رجل فرضاخ ضخم عريض أو طويل وهي بهاء أو امرأة فرضاخة أو فرضاخية عظيمة الثديين ، وفي النهاية فرضاخية ضخمة عظيمة الثديين ( فإذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما ) أي وصفه موجود [ ص: 432 ] فيهما ( فإذا هو ) أي الغلام ( منجدل ) بكسر الدال ، قال الطيبي : أي ملقى على الجدالة وهي الأرض ، ومنه الحديث : أنا خاتم النبيين في أم الكتاب وآدم لمنجدل في طينته ( في قطيفة ) أي دثار مخمل على ما في القاموس ( وله همهمة ) أي زمزمة ، وقيل : أي كلام غير مفهوم منه شيء وهي في الأصل ترديد الصوت في الصدر انتهى ، وفي النهاية : وأصل الهمهمة صوت البقر ( فكشف ) أي ابن صياد ( عن رأسه ) أي غطاءه ( فقال ما قلتما ) فكأنه وقع كلام بينهما فيه أو في غيره .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن غريب ) وأخرجه أحمد في سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف عند غير الترمذي .




                                                                                                          الخدمات العلمية