الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          فكل حرف شارك غيره في مخرج ، فإنه لا يمتاز عن مشاركه إلا بالصفات ، وكل حرف شارك غيره في صفاته ، فإنه لا يمتاز عنه إلا بالمخرج ، ( كالهمزة والهاء ) اشتركا مخرجا وانفتاحا واستفالا ، وانفردت الهمزة بالجهر والشدة ، ( والعين والحاء ) اشتركا مخرجا واستفالا وانفتاحا ، وانفردت الحاء بالهمس والرخاوة الخالصة ، ( والغين والخاء ) اشتركا مخرجا ورخاوة واستعلاء وانفتاحا ، وانفردت الغين بالجهر ، ( والجيم والشين والياء ) اشتركت مخرجا وانفتاحا واستفالا ، وانفردت الجيم بالشدة واشتركت مع الياء في الجهر ، وانفردت الشين بالهمس والتفشي ، واشتركت مع الياء في الرخاوة ، ( والضاد والظاء ) اشتركا صفة وجهرا ورخاوة واستعلاء وإطباقا ، وافترقا مخرجا ، وانفردت الضاد بالاستطالة ، ( والطاء والدال والتاء ) اشتركت مخرجا وشدة ، وانفردت الطاء بالإطباق والاستعلاء ، واشتركت مع الدال في الجهر ، وانفردت التاء بالهمس ، واشتركت مع الدال في الانفتاح والاستفال ، ( والظاء والذال والثاء ) اشتركت مخرجا ورخاوة وانفردت الطاء بالاستعلاء والإطباق واشتركت مع الذال في الجهر ، وانفردت التاء بالهمس ، واشتركت مع الذال استفالا وانفتاحا ، ( والصاد والزاي والسين ) اشتركت مخرجا ورخاوة وصفيرا وانفردت الصاد بالإطباق والاستعلاء ، واشتركت مع السين في الهمس ، وانفردت الزاي بالجهر ، واشتركت مع السين في الانفتاح والاستفال ، وكل ذلك ظاهر مما تقدم .

                                                          فإذا أحكم القارئ النطق بكل حرف على حدته موف حقه فليعمل نفسه بإحكامه حالة التركيب ; لأنه ينشأ عن التركيب ما لم يكن حالة الإفراد ، وذلك ظاهر ، فكم ممن يحسن الحروف مفردة ولا يحسنها مركبة بحسب ما يجاورها من مجانس ومقارب [ ص: 215 ] وقوي وضعيف ومفخم ومرقق فيجذب القوي الضعيف ويغلب المفخم المرقق ، فيصعب على اللسان النطق بذلك على حقه إلا بالرياضة الشديدة حالة التركيب ، فمن أحكم صحة اللفظ حالة التركيب حصل حقيقة التجويد بالإتقان والتدريب ، وسنورد لك من ذلك ما هو كاف إن شاء الله تعالى بعد قاعدة نذكرها ، وهي أن أصل الخلل الوارد على ألسنة القراء في هذه البلاد وما التحق بها هو إطلاق التفخيمات والتغليظات على طريق ألفتها الطباعات ، تلقيت من العجم ، واعتادتها النبط واكتسبها بعض العرب ، حيث لم يقفوا على الصواب ممن يرجع إلى علمه ، ويوثق بفضله وفهمه ، وإذا انتهى الحال إلى هذا فلا بد من قانون صحيح يرجع إليه ، وميزان مستقيم يعول عليه ، نوضحه مستوفيا إن شاء الله في أبواب الإمالة والترقيق ونشير إلى مهمه هنا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية