الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قال : وسألته عن الرجل يقوم بالناس بإجارة في رمضان ؟ فقال : لا خير في ذلك .

                                                                                                                                                                                      قلت لابن القاسم : فكيف الإجارة في الفريضة ؟ فقال : ذلك أشد عندي من ذلك ، قلت : وهو قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : إنما سألناه عن رمضان وهذا عندي أشد من ذلك .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن مالك أن ابن شهاب أخبره : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمة ، وكان يقول : من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } . فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك ، وأبو بكر وصدر من خلافة عمر .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن مالك والليث ، أن ابن شهاب أخبرهما عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد [ ص: 288 ] القاري : أن عمر بن الخطاب جمع الناس على أبي بن كعب في قيام رمضان ، قال : ثم خرجت مع عمر ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم ، فقال عمر : نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون ، يريد آخر الليل وكانوا يقومون أوله .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن نافع قال : لم أدرك الناس إلا وهم يقومون تسعة وثلاثين ركعة يوترون منها بثلاث .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب عن عبد الله بن عمر بن حفص ، قال : أخبرني غير واحد : أن عمر بن عبد العزيز أمر القراء أن يقوموا بذلك ويقرءوا في كل ركعة عشر آيات .

                                                                                                                                                                                      قال ابن وهب قال مالك : حدثني عبد الله بن أبي بكر قال : كان الناس ينصرفون من الوتر فيبادر الرجل بسحوره خشية الصبح . ابن القاسم قال مالك ، وحدثني عبيد الله بن أبي بكر قال سمعت أبي يقول : كنا ننصرف في رمضان من القيام فنستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر . قال : وسمعت مالكا يقول : الأمر في رمضان الصلاة وليس بالقصص بالدعاء ولكن الصلاة .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية