الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                        صفحة جزء
                                                        4629 - وقد : حدثنا روح بن الفرج قال : ثنا أحمد بن صالح قال : ثنا ابن أبي فديك قال : حدثني عبد العزيز بن بلال بن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه بلال بن عبد الله ، عن عطية بن عبد الله ، عن أبيه عبد الله بن أنيس أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر ، فقال : إني رأيتها فأنسيتها ، فتحرها في النصف الآخر .

                                                        ثم عاد فسأله ، فقال : في ثلاث وعشرين تمضي من الشهر .

                                                        قال عبد العزيز : فأخبرني أبي أن عبد الله بن أنيس كان يحيي ليلة ست عشرة إلى ليلة ثلاث وعشرين ، ثم تقصر .

                                                        ففي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يتحراها في النصف الأخير من الشهر ، ثم أمره بعد ذلك أن يتحراها ليلة ثلاث وعشرين .

                                                        [ ص: 89 ] فقد رجع معنى هذا الحديث إلى معنى ما روينا قبله عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه .

                                                        وقد يجوز أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أمر عبد الله بن أنيس بتحري ليلة القدر في الليلة التي ذكرنا ، على أن تحريه ذلك إنما تكون في تلك السنة ، كذلك لرؤياه التي كان رآها النبي صلى الله عليه وسلم ، وإن كانت قد تكون في غيرها من السنين بخلاف ذلك .

                                                        فأما ما روي عنه في رؤياه التي كان رآها مما قد ذكرناها عنه في حديث بشر بن سعيد عن عبد الله بن أنيس رضي الله عنه فقد روي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف ذلك .

                                                        التالي السابق


                                                        الخدمات العلمية