الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 163 ] وما هو على الغيب بضنين [24] قراءة أبي جعفر وشيبة ونافع ويحيى والأعمش وحمزة ، ويقال: إنها في حرف أبي بن كعب كذلك، وقرأ ثلاثة من الصحابة (بظنين) كما قرئ على إبراهيم بن موسى، عن إسماعيل، عن علي بن عبد الله المديني، عن سفيان ، عن عمرو قال: سمعت ابن عباس يقرأ (بظنين) بالظاء.

                                                                                                                                                                                                                                        وروى شعبة ، عن مغيرة ، عن مجاهد قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقرأ (بظنين) بالظاء. وقال عروة : سمعت عائشة تقرأ بالظاء، وهي قراءة ابن كثير وأبي عمرو والكسائي ، ولا اختلاف بين أهل التفسير واللغة أن معنى (بظنين) بمتهم و(بضنين) ببخيل، فالقراءتان صحيحتان قد رواهما الجماعة إلا أنه في السواد بالضاد. وعدل أبو عمرو والكسائي - وهما نحويا القراءة - إلى القراءة (بظنين) لأنه يقال: فلان ظنين على كذا أي متهم عليه، وظنين بكذا - وإن كانت حروف الخفض يسهل فيها مثل هذا - وعدل أبو عبيد أيضا إليها؛ لأنه ذكر أنه جواب لأنهم كذبوه، وهذا الذي احتج به لا نعلم أحدا من أهل العلم يعرفه ولا يرى أنه جواب، ولا هو عندهم إلا مبتدأ وخبر، وقد قلنا: إن القراءتين صحيحتان، ومجاز (ضنين) أن من العلماء من يضن بعلمه، وفي الحديث: « من كتم علما لجمه الله بلجام من نار » فأخبر الله عن نبيه - صلى الله عليه وسلم - أنه ليس بضنين بشيء من أمر الدين، وأنه لا يخص به [ ص: 164 ] أحدا دون أحد، على خلاف ما يقول قوم أنه خص الإمام بما لم يلقه إلى غيره.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية