الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5339 باب في قوله تعالى : ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف

                                                                                                                              وهو في النووي ، في : (كتاب التفسير ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 156 ج 18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              (عن عائشة -في قوله ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف - ؛ قالت : أنزلت في والي مال اليتيم ، الذي يقوم عليه ويصلحه -إذا كان محتاجا- أن يأكل منه ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح) (عن عائشة ، رضي الله عنها - في قوله عز وجل : [ ص: 666 ] « ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف - قالت : أنزلت في والي اليتيم الذي يقوم عليه ويصلحه - إذا كان محتاجا - أن يأكل منه ) .

                                                                                                                              قال النووي : هو أيضا مذهب الشافعي ، والجمهور . وقالت طائفة : لا يجوز . وحكي عن ابن عباس ، وزيد بن أسلم ، قالا : وهذه الآية منسوخة بقوله تعالى : « الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية . وقيل : بقوله تعالى : « ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل .

                                                                                                                              قال : واختلف الجمهور فيما إذا أكل ؛ هل يلزمه رد بدله ؟ وهما وجهان للشافعية ؛ أصحهما : لا يلزمه .

                                                                                                                              وقال فقهاء العراق : إنما يجوز له الأكل ؛ إذا سافر في مال اليتيم . والله أعلم . انتهى .

                                                                                                                              وفي(فتح البيان ): قال النخعي ، وعطاء ، والحسن ، وقتادة : لا قضاء على الفقير ، فيما يأكل بالمعروف . وبه قال جمهور الفقهاء .

                                                                                                                              قال : وهذا بالنظم القرآني ألصق .

                                                                                                                              والمراد «بالمعروف » : المتعارف به بين الناس ؛ فلا يترفه بأموال [ ص: 667 ] اليتامى ، ويبالغ في التنعم بالمأكول ، والمشروب ، والملبوس . ولا يدع نفسه عن سد الفاقة ، وستر العورة .

                                                                                                                              وأخرج أحمد ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن ماجه ، وابن أبي حاتم ؛ عن ابن عمر : (أن رجلا سأل رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فقال : ليس لي مال ، ولي يتيم . فقال : «كل من مال يتيمك : غير مسرف ، ولا مبذر ، ولا متأثل مالا ، ومن غير أن تقي مالك من ماله » ) . انتهى . وهذا نص - في محل الاختلاف - في جواز الأكل وعدم جوازه ، للغني والفقير .




                                                                                                                              الخدمات العلمية