الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  1016 ( تابعه سفيان بن حسين ، وسليمان بن كثير ، عن الزهري في الجهر ) .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي تابع عبد الرحمن بن نمر في روايته عن الزهري - سليمان بن كثير ضد قليل العبدي بالباء الموحدة، وأخرج هذه المتابعة موصولة أحمد ، عن عبد الصمد بن عبد الوارث عنه بلفظ: خسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فكبر فكبر الناس، ثم قرأ فجهر بالقراءة .. الحديث .

                                                                                                                                                                                  قوله " وسفيان " بالرفع عطفا على سليمان ، أي تابع عبد الرحمن بن نمر أيضا سفيان بن حسين ، عن الزهري ، وقد انفرد الواسطي في روايته عن الزهري ، وأخرج هذه المتابعة موصولة الترمذي ، حدثنا أبو بكر محمد بن أبان حدثنا إبراهيم بن صدقة ، عن سفيان بن حسين ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الكسوف، وجهر بالقراءة فيها . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح، وقال شيخنا زين [ ص: 94 ] الدين : حديث عائشة له طرق، ولكن الذي ذكر فيه الجهر بالقراءة ثلاث طرق: رواية سفيان بن حسين ، عن الزهري ، وقد انفرد الترمذي بوصلها، وذكرها البخاري تعليقا، ورواية عبد الرحمن بن نمر ، عن الزهري ، وقد اتفق على إخراجها البخاري ومسلم ، ورواية الأوزاعي ، عن الزهري ، وقد انفرد بها أبو داود .

                                                                                                                                                                                  قلت: له طرق أربعة أخرجها الطحاوي ، عن عقيل بن خالد الأيلي قال: حدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا عمرو بن خالد قال: حدثنا ابن لهيعة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهر بالقراءة في كسوف الشمس ، وله طريق خامسة أخرجها الدارقطني ، عن إسحاق بن راشد ، عن الزهري ، وهذه طرق متعاضدة يحصل بها الجزم في ذلك، فحينئذ لا يلتفت إلى تعليل من أعله بسفيان بن حسين ، وغيره، فلو لم تكن في ذلك إلا رواية الأوزاعي لكانت كافية.

                                                                                                                                                                                  وقد روي الجهر بالقراءة في صلاة الكسوف عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، رواه الطحاوي حدثنا علي بن شيبة ، حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان ، عن الشيباني ، عن الحكم ، عن حنش : أن عليا رضي الله تعالى عنه جهر بالقراءة في كسوف الشمس .

                                                                                                                                                                                  وأخرجه ابن خزيمة أيضا، وقال الطحاوي : وقد صلى علي رضي الله تعالى عنه فيما رويناه، عن فهد بن سليمان ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن زهير ، عن الحسن بن الحر قال: حدثنا الحكم ، عن رجل يدعى حنشا ، عن علي رضي الله تعالى عنه: أنه صلى بالناس في كسوف الشمس كذلك، ثم حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم كذلك فعل ، ولو لم يجهر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم حين صلى علي معه لما جهر علي أيضا ; لأنه علم أنه السنة، فلم يترك الجهر، والله أعلم .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية