الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5081 ) فصل : وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المغنم الصفي ، وهو شيء يختاره من المغنم قبل القسمة ، كالجارية والعبد والثوب والسيف ونحوه . وهذا قول محمد بن سيرين ، والشعبي ، وقتادة ، وغيرهم من أهل العلم . وقال أكثرهم : إن ذلك انقطع بموت النبي صلى الله عليه وسلم . قال أحمد : الصفي إنما كان للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة ، لم يبق بعده . ولا نعلم مخالفا لهذا إلا أبا ثور ، فإنه قال : إن كان الصفي ثابتا للنبي صلى الله عليه وسلم فللإمام أن يأخذه على نحو ما كان يأخذه النبي صلى الله عليه وسلم ويجعله مجعل سهم النبي من خمس الخمس .

                                                                                                                                            فجمع بين الشك فيه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ومخالفة الإجماع في إبقائه بعد موته . قال ابن المنذر : لا أعلم أحدا سبق أبا ثور إلى هذا القول وقد أنكر قوم كون الصفي للنبي صلى الله عليه وسلم واحتجوا بما روى عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع وبرة من ظهر بعيره ، فقال : { ما يحل لي مما أفاء الله عليكم ولا مثل هذه ، إلا الخمس } ، وهو مردود عليكم رواه سعيد . ورواه أبو داود ، بإسناده عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم

                                                                                                                                            ولأن الله تعالى قال : { واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه } . فمفهومه أن باقيها للغانمين . ولنا ، ما روى أبو داود ، بإسناده ، { أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى بني زهير بن أقيش : إنكم إن شهدتم أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وأديتم الزكاة ، وأديتم الخمس من المغنم ، وسهم الصفي ، إنكم آمنون بأمان الله ورسوله } . وفي حديث وفد عبد القيس ، الذي رواه ابن عباس : " وأن يعطوا سهم النبي صلى الله عليه وسلم والصفي .

                                                                                                                                            وقالت عائشة : كانت صفية من الصفي . رواه أبو داود . وأما انقطاعه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فثابت بإجماع الأمة قبل أبي ثور وبعده عليه ، وكون أبي بكر وعمر وعثمان ومن بعدهم لم يأخذوه ، ولا ذكره أحد منهم ، ولا يجمعون على ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية