الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        قتل أصحاب الأخدود [4] خفض على بدل الاشتمال، وفيه تقديران، أحدهما نارها، والألف واللام عوض من المضمر، والآخر النار التي فيها، وهذا بدل الاشتمال، وفي معنى قتل أصحاب الأخدود قولان: أحدهما أنهم المؤمنون، قتلهم الكفار، والآخر أنهم الكفار، ويكون المعنى: قتلوا أو لعنوا أو أهلكوا. وأجاز النحويون: (قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود) بالرفع، كما قرأه أبو عبد الرحمن السلمي ( وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ).

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وهذا باب من النحو دقيق، قد ذكره سيبويه ، وذلك أنه يجوز: ضرب زيد عمرو ؛ لأنك إذا قلت: ضرب زيد دل على أنه له ضاربا، والتقدير: ضربه عمرو وكذا ( قتل أصحاب الأخدود ) قتلتهم النار، وأنشد سيبويه :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 193 ]

                                                                                                                                                                                                                                        554 - ليبك يزيد ضارع لخصومة وأشعث ممن طوحته الطوائح



                                                                                                                                                                                                                                        أي يبكيه ضارع، قال الأخفش : الوقود بالفتح الحطب، والوقود بالضم الفعل، يريد المصدر، أي: الإيقاد.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية