الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                [ ص: 322 ] هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده ثم أنتم تمترون

                                                                                                                                                                                                ثم قضى أجلا أجل الموت وأجل مسمى عنده : أجل القيامة ، وقيل : الأجل الأول : ما بين أن يخلق إلى أن يموت .

                                                                                                                                                                                                والثاني : ما بين الموت والبعث ، وهو : البرزخ ، وقيل : الأول : النوم ، والثاني : الموت .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : المبتدأ النكرة إذا كان خبره ظرفا وجب تأخيره ; فلم جاز تقديمه في قوله : وأجل مسمى عنده ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : لأنه تخصص بالصفة فقارب المعرفة ; كقوله : ولعبد مؤمن خير من مشرك [البقرة : 221] .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت : الكلام السائر أن يقال : عندي ثوب جيد ، ولي عبد كيس ، وما أشبه ذلك : : فما أوجب التقديم ؟

                                                                                                                                                                                                قلت : أوجبه أن المعنى : وأي أجل مسمى عنده ; تعظيما لشأن الساعة ، فلما جرى فيه هذا المعنى وجب التقديم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية