الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                      475- وقال: (ورحمتي وسعت كل شيء) أي: وسعت كل من يدخل فيها لا تعجز عمن دخل فيها، أو يكون يعني الرحمة التي قسمها بين الخلائق يعطف بها بعضهم على بعض حتى عطف البهيمة على ولدها.

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 341 ] وقال: (فخلف من بعدهم خلف) إذا قلت "خلف سوء وخلف صدق" فهما سواء. و"الخلف" إنما يريد به الذي بعد ما مضى خلفا كان منه أو لم يكن خلفا إنما يكون يعني به القرن الذي يكون بعد القرن و"الخلف" الذي هو بدل مما كان قبله قد قام مقامه وأغنى غناءه. تقول: "أصبت منك خلفا".

                                                                                                                                                                                                                      وقال: (يأخذون عرض هذا الأدنى) فأضاف "العرض" إلى "هذا" وفسر "هذا" بـ "الأدنى" وكل شيء فهو عرض سوى الدراهم والدنانير فإنها عين. وما كان غير ذلك فهو عرض وأما "العرض" فهو كل شيء عرض لك تقول: "قد عرض له بعدي عرض" أي: "أصابته بلية وشر" وتقول: "هذا عرضة للشر وعرضة للخير" كل هذا تقوله العرب. وقال: (ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم) وتقول: "أعرض لك الخير وعرض لك الخير" وقال الشاعر: [ النابغة الذبياني ]:


                                                                                                                                                                                                                      (232) لا أعرفنك معرضا لرماحنا في جف تغلب واردي الأمرار

                                                                                                                                                                                                                      و"العارض" من السحاب: ما استقبلك وهو قول الله عز وجل: (فلما رأوه عارضا) وأما "الحبي": فما كان من كل ناحية وتقول: "خذوه من عرض الناس" أي: مما وليك منهم، وكذلك "اضرب به عرض الحائط" أي: ما وليك منه وأما "العرض والطول" فإنه ساكن. وأما قوله [ النابغة الذبياني ]:


                                                                                                                                                                                                                      (233) ...................     إذا عرضوا الخطي فوق الكواثب

                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 342 ] وأعرضوا فهذا لأن: عرض عرضا. و: "عرضت عليه المنزل عرضا وعرض لي أمر عرضا" هذا مصدره. و"العرض من الخير والشر": ما أصبت عرضا من الدنيا فانتفعت به تعني به الخير. و"عرض لك عرض سوء".

                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية