الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5314 [ ص: 800 ] سورة الرحمن : باب في قوله تعالى : « وخلق الجان من مارج من نار

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (باب في أحاديث متفرقة ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 123 ج 18 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              عن عائشة ؛ قالت : قال رسول الله ، صلى الله عليه وسلم : «خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم » ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن عائشة رضي الله عنها ؛ قالت : قال رسول الله ، صلى الله عليه وآله وسلم : خلقت الملائكة من نور . وخلق الجان من مارج من نار ) .

                                                                                                                              «الجان » : الجن . «والمارج » : اللهب المختلط بسواد النار .

                                                                                                                              قال في(فتح البيان ): خلق «أبا الجن » ، قيل : وهو «إبليس » أو جنس الجن .

                                                                                                                              [ ص: 801 ] «والمارج » : اللهب الصافي «من النار » . وقيل : الخالص منها .

                                                                                                                              وقيل : لسانها الذي يكون في طرفها ، إذا التهبت .

                                                                                                                              وقال الليث : «المارج » : الشعلة الصادعة ، ذات اللهب الشديد . وقال المبرد : «المارج » : النار المرسلة ، التي لا تمنع . وقيل غير ذلك ، مما لا يسعه المقام ، فراجعه .

                                                                                                                              (وخلق آدم ) صلى الله عليه وسلم : (مما وصف لكم ) أي : من الطين . قال تعالى : « خلق الإنسان من صلصال كالفخار . وخلق الجان من مارج من نار ) .

                                                                                                                              معنى «صلصال » : طين يابس ، يسمع له صلصلة - أي : صوت إذا نقر - «والفخار » : الخزف الذي طبخ بالنار .

                                                                                                                              واختلفت العبارات : في صفة خلق الإنسان الذي هو «آدم » ؛

                                                                                                                              فقال تعالى في آل عمران : «من تراب » .

                                                                                                                              وقال في الحجر : من حمإ مسنون .

                                                                                                                              وقال في الصافات : من طين لازب .

                                                                                                                              [ ص: 802 ] وزاد الخازن : من ماء مهين .

                                                                                                                              وليس في هذه : اختلاف ، في الحقيقة ، بل المعنى متفق . وذلك أن الله خلقه ، أولا : من تراب ، ثم جعله طينا لازبا لما اختلط بالماء . ثم جعله حمأ مسنونا (وهو الطين الأسود المنتن ) . فلما يبس : صار صلصالا كالفخار .




                                                                                                                              الخدمات العلمية