الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 30 ] وقوله - عز وجل - : يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ؛ معناه : تكرهوهن على التزويج بكم؛ وهذه نزلت لأنهم كانوا إذا مات زوج المرأة وله ولد من غيرها ضرب ابنه عليها حجابا؛ وقال : أنا أحق بها؛ فتزوجها على العقد الذي كان عقده أبوه من تزوجها؛ ليرثها ما ورثت من أبيه؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ذلك حرام؛ وقوله (تعالى) : ولا تعضلوهن ؛ هؤلاء غير أولئك؛ حرم الله أن تعضل المرأة؛ ومعنى " تعضل " : تحبس عن التزوج؛ كان الرجل منهم إذا تزوج امرأة؛ ولم تكن من حاجته؛ حبسها لتفتدي منه؛ فأعلم الله - عز وجل - أن ذلك لا يحل؛ و " تعضلوهن " ؛ يصلح أن يكون نصبا؛ ويصلح أن يكون جزما؛ أما النصب فعلى : " ألا يحل لكم أن ترثوا النساء ولا أن تعضلوهن " ؛ ويصلح أن يكون جزما على النهي.

                                                                                                                                                                                                                                        إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ؛ والفاحشة : الزنا؛ وعاشروهن بالمعروف ؛ أي : بالنصفة في المبيت والنفقة؛ والإجمال في القول.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية