الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              5106 سورة ويل للمطففين : باب في قوله تعالى : يوم يقوم الناس لرب العالمين

                                                                                                                              وهو في النووي ، في (باب صفة يوم القيامة ، أعاننا الله على أهواله ) .

                                                                                                                              (حديث الباب )

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ، ص 195 ج 17 ، المطبعة المصرية

                                                                                                                              قال الإمام مسلم : (حدثنا زهير بن حرب ، ومحمد بن المثنى ، وعبيد الله بن سعيد ؛ قالوا : حدثنا يحيى «يعنون : ابن سعيد » ، عن [ ص: 820 ] عبيد الله ؛ أخبرني نافع عن ابن عمر ، عن النبي ، صلى الله عليه وسلم : يوم يقوم الناس لرب العالمين . قال : «يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه » .

                                                                                                                              وفي رواية ابن المثنى : قال : يقوم الناس . لم يذكر : يوم ) .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن ابن عمر رضي الله عنهما ؛ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم - يوم يقوم الناس لرب العالمين - قال : «حتى يقوم أحدهم في رشحه : إلى أنصاف أذنيه » ) .

                                                                                                                              وفي رواية : «فيكون الناس على قدر أعمالهم ، في العرق » .

                                                                                                                              وقال عياض : ويحتمل أن المراد : عرق نفسه وغيره . ويحتمل : عرق نفسه خاصة . وسبب كثرة العرق : تراكم الأهوال ودنو الشمس من رؤوسهم ، وزحمة بعضهم بعضا . انتهى .

                                                                                                                              [ ص: 821 ] قال في (فتح البيان ) - في معنى الآية - : أي يوم يقومون من قبورهم : لأمر رب العالمين ، أو لجزائه ، أو لحسابه ، أو لحكمه وقضائه .

                                                                                                                              وقيل : المراد : قيامهم في رشحهم ، إلى أنصاف آذانهم ، وذكر حديث الباب .

                                                                                                                              قال : وقيل المراد : قيامهم بما عليهم ، من حقوق العباد . وقيل : المراد : قيام الرسل بين يدي الله للقضاء . والأول أولى .

                                                                                                                              وعن أبي هريرة ، عن النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم : «يوم يقوم الناس لرب العالمين : بمقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة ، فيهون ذلك على المؤمن : كتدلي الشمس إلى الغروب ، إلى أن تغرب » أخرجه أبو يعلى ، وابن حبان ، وابن مردويه . انتهى .

                                                                                                                              قلت : ولا مانع من الحمل على الجميع . ويدخل فيه : ما في حديث الباب ، دخولا أوليا .




                                                                                                                              الخدمات العلمية