الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            4445 - وعن سالم بن أبي أمية أبي النضر قال : جلس إلي شيخ من بني تميم في مسجد البصرة ومعه صحيفة في يده قال : وذاك في زمن الحجاج ، فقال لي : يا عبد الله ، ترى هذا [ ص: 83 ] الكتاب مغنيا عني شيئا عند هذا السلطان ؟ قال : قلت : وما هذا الكتاب ؟ قال : هذا كتاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتبه لنا أن لا يتعدى علينا في صدقاتنا . قال : قلت : لا والله ما أظن أن يغني عنك شيئا . وكيف كان شأن هذا الكتاب ؟ قال : قدمت المدينة مع أبي وأنا غلام شاب بإبل لنا نبيعها ، وكان أبي صديقا لطلحة بن عبيد الله التميمي فنزلنا المدينة ، فقال له أبي : اخرج معي فبع لي إبلي هذه قال : فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى أن يبيع حاضر لباد ، ولكن سأخرج معك وأجلس ، وتعرض إبلك ، فإذا رضيت من رجل وفاء وصدقا ممن ساومك أمرتك ببيعه . قال : فخرجنا إلى السوق فوقفنا ظهرنا ، وجلس طلحة قريبا ، فساومنا الرجال حتى إذا أعطانا رجل ما نرضى قال له أبي : أبايعه ؟ قال : بعه ، قد رضيت لكم وفاء فبايعوه . فبايعناه فلما قبضنا مالنا ، وفرغنا من حاجتنا ، قال أبي لطلحة : خذ لنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا أن لا يعتدى علينا في صدقاتنا قال : فقال : هذا لكم ولكل مسلم . قال : على ذلك إني أحب أن يكون عندي من رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب ، قال : فخرج حتى جاء بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن هذا الرجل من أهل البادية صديق لنا ، يريد أن يكون له كتاب أن لا يتعدى عليه في صدقته . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا له ولكل مسلم " . قال : يا رسول الله ، إنه قد أحب أن يكون عنده منك كتاب على ذلك . قال : فكتب لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الكتاب .

                                                                                            قلت : روى أبو داود منه النهي عن بيع الحاضر للبادي عن طلحة فقط .

                                                                                            رواه أحمد ، وأبو يعلى ، ورجاله رجال الصحيح .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية