الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم

                                                                                                                                                                                                                                      إن [ ص: 103 ] الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان وهم الذين انهزموا يوم أحد حسبما مرت حكايتهم. إنما استزلهم الشيطان أي: إنما كان سبب انهزامهم أن الشيطان طلب منهم الزلل. ببعض ما كسبوا من الذنوب والمعاصي التي هي مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وترك المركز والحرص على الغنيمة أو الحياة فحرموا التأييد وقوة القلب وقيل: استزلال الشيطان توليهم وذلك بذنوب تقدمت لهم، فإن المعاصي يجر بعضها إلى بعض كالطاعة. وقيل: استزلهم بذنوب سبقت منهم وكرهوا القتل قبل إخلاص التوبة والخروج من المظلمة. ولقد عفا الله عنهم لتوبتهم واعتذارهم. أن الله غفور للذنوب. حليم لا يعاجل بعقوبة المذنب ليتوب، والجملة تعليل لما قبلها على سبيل التحقيق، وفي إظهار الجلالة تربية للمهابة وتأكيد للتعليل.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية