الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 288 ] النوع التاسع والستون .

فيما وقع في القرآن من الأسماء والكنى والألقاب .

في القرآن من أسماء الأنبياء والمرسلين خمس وعشرون ، هم مشاهيرهم .

1 - آدم أبو البشر ذكر قوم أنه ( أفعل ) وصف مشتق من الأدمة ولذا منع الصرف .

قال الجواليقي : أسماء الأنبياء كلها أعجمية إلا أربعة : آدم وصالح وشعيب ومحمد .

وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي الضحى عن ابن عباس قال : إنما سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض .

وقال قوم : هو اسم سرياني أصله آدام بوزن خاتام . عرب بحذف الألف الثانية .

وقال الثعلبي : التراب بالعبرانية آدام فسمي آدم به .

قال ابن أبي خيثمة : عاش تسعمائة سنة وستين سنة .

وقال النووي في تهذيبه : اشتهر في كتب التواريخ أنه عاش ألف سنة .

2 - نوح : قال الجواليقي : أعجمي معرب زاد الكرماني ومعناه بالسريانية : الشاكر .

[ ص: 289 ] وقال الحاكم في المستدرك : إنما سمي نوحا لكثرة بكائه على نفسه ، واسمه عبد الغفار . قال : وأكثر الصحابة على أنه قبل إدريس .

وقال غيره : هو نوح بن لمك بفتح اللام وسكون الميم بعدها كاف - ابن متوشلخ - بفتح الميم وتشديد المثناة المضمومة بعدها [ واو ساكنة ] . وفتح الشين المعجمة واللام بعدها معجمة - ابن أخنوخ - بفتح المعجمة وضم النون الخفيفة بعدها واو ساكنة ثم معجمة وهو إدريس فيما يقال .

وروى الطبراني عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله : من أول الأنبياء ؟ قال : آدم قلت : ثم من ؟ قال : نوح وبينهما عشرون قرنا .

وفي المستدرك عن ابن عباس قال : كان بين آدم ونوح عشرة قرون . وفيه عنه مرفوعا : بعث الله نوحا لأربعين سنة فلبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم وعاش بعد الطوفان ستين سنة حتى كثر الناس وفشوا .

وذكر ابن جرير : أن مولد نوح كان بعد وفاة آدم بمائة وستة وعشرين عاما . وفي التهذيب للنووي أنه أطول الأنبياء عمرا .

3 - إدريس قيل : إنه قبل نوح قال ابن إسحاق : كان إدريس أول بني آدم أعطي النبوة وهو أخنوخ بن يرد بن مهلائيل بن أنوش بن قينان بن شيث بن آدم .

[ ص: 290 ] وقال وهب بن منبه : إدريس جد نوح الذي يقال له خنوخ ، وهو اسم سرياني ، وقيل : عربي مشتق من الدراسة لكثرة درسه الصحف .

وفي المستدرك بسند واه عن الحسن ، عن سمرة ، قال : كان نبي الله إدريس أبيض طويلا ، ضخم البطن ، عريض الصدر ، قليل شعر الجسد ، كثير شعر الرأس ، وكانت إحدى عينيه أعظم من الأخرى ، وفي صدره نكتة بياض من غير برص ، فلما رأى الله من أهل الأرض ما رأى من جورهم واعتدائهم في أمر الله ، رفعه إلى السماء السادسة فهو حيث يقول : ورفعناه مكانا عليا [ مريم : 57 ] .

وذكر ابن قتيبة : أنه رفع وهو ابن ثلاثمائة وخمسين سنة .

وفي صحيح ابن حبان : أنه كان نبيا رسولا وأنه أول من خط بالقلم .

وفي المستدرك عن ابن عباس قال : كان فيما بين نوح وإدريس ألف سنة .

4 - إبراهيم : قال الجواليقي : هو اسم قديم ليس بعربي ، وقد تكلمت به العرب على وجوه أشهرها إبراهيم وقالوا إبراهام .

وقرئ به في السبع ، وإبراهم بحذف الياء ، وإبرهم ، وهو اسم سرياني معناه أب رحيم ، قيل : مشتق من البرهمة ، وهي شدة النظر حكاه الكرماني في عجائبه .

وهو ابن آزر ، واسمه تارح ، بمثناة وراء مفتوحة وآخره حاء مهملة ، ابن ناحور بنون ومهملة مضمومة - ابن شاروخ - بمعجمة وراء مضمومة ، وآخره خاء معجمة ابن راغوا بغين معجمة - ابن فالخ - بفاء ولام مفتوحة ومعجمة - ابن عابر - بمهملة وموحدة - ابن شالخ - بمعجمتين ابن أرفخشد بن سام بن نوح .

[ ص: 291 ] قال الواقدي : ولد إبراهيم على رأس ألفي سنة من خلق آدم .

وفي المستدرك من طريق ابن المسيب عن أبي هريرة قال : اختتن إبراهيم بعد عشرين ومائة سنة [ بالقدوم ] . ومات ابن مائتي سنة .

وحكى النووي وغيره : قولا أنه عاش مائة وخمسة وسبعين .

5 - إسماعيل : قال الجواليقي : ويقال بالنون آخره .

قال النووي وغيره : وهو أكبر ولد إبراهيم .

6 - إسحاق : ولد بعد إسماعيل بأربع عشرة سنة ، وعاش مائة وثمانين سنة وذكر أبو علي بن مسكويه في كتاب " نديم الفريد " أن معنى إسحاق بالعبرانية : الضحاك .

8 - يعقوب : عاش مائة وسبعا وأربعين سنة .

7 - يوسف : في صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة مرفوعا : أن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم .

وفي المستدرك عن الحسن أن يوسف ألقي في الجب وهو ابن اثنتي عشرة سنة ولقي أباه بعد الثمانين ، وتوفي وله مائة وعشرون .

[ ص: 292 ] وفي الصحيح أنه أعطي شطر الحسن .

قال بعضهم : وهو مرسل لقوله تعالى : ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات [ غافر : 34 ] . وقيل : ليس هو يوسف بن يعقوب بل يوسف بن إفرائيم بن يوسف بن يعقوب ، ويشبه هذا ما في العجائب للكرماني في قوله : ويرث من آل يعقوب [ مريم : 6 ] . أن الجمهور على أنه يعقوب بن ماثان ، وأن امرأة زكريا كانت أخت مريم بنت عمران بن ماثان .

قال : والقول بأنه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم غريب انتهى .

وما ذكر أنه غريب هو المشهور ، والغريب الأول ، ونظيره في الغرابة قول نوف البكالي : إن موسى المذكور في سورة الكهف في قصة الخضر ليس هو موسى بني إسرائيل بل موسى بن منشى بن يوسف وقيل : ابن إفرائيم بن يوسف ، وقد كذبه ابن عباس في ذلك .

وأشد من ذلك غرابة ما حكاه النقاش والماوردي : أن يوسف المذكور في سورة غافر من الجن بعثه الله رسولا إليهم ، وما حكاه ابن عسكر أن عمران المذكور في آل عمران هو والد موسى لا والد مريم .

وفي يوسف ست لغات : بتثليث السين مع الواو والهمزة . والصواب أنه أعجمي لا اشتقاق له .

9 - لوط : قال ابن إسحاق : هو لوط بن هاران بن آزر . وفي المستدرك عن ابن عباس قال : لوط ابن أخي إبراهيم .

10 - هود : قال كعب : كان أشبه الناس بآدم .

وقال ابن مسعود : كان رجلا جلدا أخرجهما في المستدرك .

[ ص: 293 ] وقال ابن هشام : اسمه عابر بن أرفخشذ بن سام بن نوح .

وقال غيره : الراجح في نسبه أنه هود بن عبد الله بن رباح بن حاوذ بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح .

11 - صالح : قال وهب : هو ابن عبيد بن ثمود بن حاير بن سام بن نوح ، بعث إلى قومه حين راهق الحلم وكان رجلا أحمر إلى البياض سبط الشعر فلبث فيهم أربعين عاما .

قال نوف الشامي : صالح من العرب ، لما أهلك الله عادا عمرت ثمود بعدها ، فبعث الله إليهم صالحا غلاما شابا فدعاهم إلى الله حين شمط وكبر ، ولم يكن بين نوح وإبراهيم نبي إلا هود وصالح . أخرجهما في المستدرك .

وقال ابن حجر وغيره : القرآن يدل على أن ثمودا كان بعد عاد كما كان عاد بعد قوم نوح .

وقال الثعلبي ، ونقله عن النووي في تهذيبه ، من خطه نقلت : هو صالح بن عبيد بن أسيف بن ماشج بن عبيد بن حاذر بن ثمود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح بعثه الله إلى قومه وهو شاب ، وكانوا عربا ، منازلهم بين الحجاز والشام ، فأقام فيهم عشرين سنة ومات بمكة وهو ابن ثمان وخمسين سنة .

12 - شعيب : قال ابن إسحاق : هو ابن ميكاييل ، كذا بخط الذهبي في اختصار المستدرك . وقال غيره : ابن ملكاين ، وقيل : ابن ميكيل بن يشجن بن لاوى بن يعقوب .

[ ص: 294 ] ورأيت بخط النووي في تهذيبه : ابن ميكاييل بن يشجن بن مدين بن إبراهيم الخليل ، كان يقال له : خطيب الأنبياء وبعث رسولا إلى أمتين : مدين ، وأصحاب الأيكة ، وكان كثير الصلاة وعمي في آخر عمره .

واختار جماعة أن مدين وأصحاب الأيكة أمة واحدة .

قال ابن كثير : ويدل لذلك أن كلا منهما وعظ بوفاء المكيال والميزان فدل على أنهما واحد .

واحتج للأول بما أخرجه عن السدي وعكرمة ، قالا : ما بعث الله نبيا مرتين إلا شعيبا ، مرة إلى مدين فأخذهم الله بالصيحة ، ومرة إلى أصحاب الأيكة فأخذهم الله بعذاب يوم الظلة .

وأخرج ابن عساكر في تاريخه : من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا : أن قوم مدين وأصحاب الأيكة أمتان بعث الله إليهما شعيبا .

قال ابن كثير : وهو غريب وفي رفعه نظر .

قال : ومنهم من زعم أنه بعث إلى ثلاث أمم ، والثالثة أصحاب الرس .

13 - موسى : هو ابن عمران بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب عليه السلام ، لا خلاف في نسبه وهو اسم سرياني .

وأخرج أبو الشيخ من طريق عكرمة ، عن ابن عباس قال : إنما سمي موسى لأنه ألقي بين شجر وماء ، فالماء بالقبطية ( مو ) والشجر ( سا ) .

وفي الصحيح وصفه بأنه : آدم طوال جعد ، كأنه من رجال شنوءة .

[ ص: 295 ] قال الثعلبي : عاش مائة وعشرين سنة .

14 - هارون : أخوه شقيقه وقيل : لأمه فقط ، وقيل : لأبيه فقط . حكاهما الكرماني في عجائبه ، كان أطول منه فصيحا جدا ، مات قبل موسى ، وكان ولد قبله بسنة .

وفي بعض أحاديث الإسراء : صعدت إلى السماء الخامسة ، فإذا أنا بهارون ونصف لحيته بيضاء ، ونصفها أسود تكاد لحيته تضرب سرته من طولها ، فقلت : يا جبريل ، من هذا ؟ قال : المحبب في قومه هارون بن عمران .

وذكر ابن مسكويه : أن معنى هارون بالعبرانية : المحبب .

15 - داود : هو ابن إيشى بكسر الهمزة وسكون التحتية وبالشين المعجمة ابن عوبد بوزن جعفر بمهملة وموحدة - بن باعر - بموحدة ومهملة مفتوحة - بن سلمون - بن يخشون بن عمى بن يارب بتحتية وآخره موحدة - بن رام بن حضرون - بمهملة ثم معجمة - بن فارص - بفاء وآخره مهملة بن يهوذ بن يعقوب .

في الترمذي أنه كان أعبد البشر . قال كعب : كان أحمر الوجه سبط الرأس أبيض الجسم ، طويل اللحية فيها جعودة ، حسن الصوت والخلق ، وجمع له النبوة والملك .

قال النووي : قال أهل التاريخ : عاش مائة سنة ، مدة ملكه منها أربعون سنة ، وكان له اثنا عشر ابنا .

16 - سليمان ولده : قال كعب : كان أبيض جسيما وسيما وضيئا ، جميلا خاشعا [ ص: 296 ] متواضعا ، وكان أبوه يشاوره في كثير من أموره مع صغر سنه لوفور عقله وعلمه .

وأخرج ابن جبير عن ابن عباس قال : ملك الأرض مؤمنان : سليمان وذو القرنين ، وكافران : نمروذ وبختنصر .

قال أهل التاريخ : ملك وهو ابن ثلاث عشرة سنة وابتدأ بناء بيت المقدس بعد ملكه بأربع سنين ، ومات وله ثلاث وخمسون سنة .

17 - أيوب : قال ابن إسحاق : الصحيح أنه كان من بني إسرائيل ، ولم يصح في نسبه شيء إلا أن اسم أبيه أبيض .

وقال ابن جرير : هو أيوب بن موص بن روح بن عيص بن إسحاق .

وحكى ابن عساكر أن أمه بنت لوط ، وأن أباه ممن آمن بإبراهيم ، وعلى هذا فكان قبل موسى .

وقال ابن جرير : كان بعد شعيب .

وقال ابن أبي خيثمة : كان بعد سليمان ابتلي وهو ابن سبعين ، وكانت مدة بلائه سبع سنين .

وقيل : ثلاث عشرة وقيل : ثلاث سنين .

وروى الطبراني أن مدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة .

18 - ذو الكفل : قيل : هو ابن أيوب في المستدرك عن وهب : أن الله بعث بعد أيوب ابنه بشر بن أيوب نبيا وسماه ذا الكفل ، وأمره بالدعاء إلى توحيده ، وكان مقيما بالشام عمره حتى مات ، وعمره خمس وسبعون سنة .

وفي العجائب للكرماني : قيل : هو إلياس وقيل : هو يوشع بن نون وقيل : هو نبي اسمه ذو الكفل وقيل : كان رجلا صالحا تكفل بأمور فوفى بها ، وقيل : هو زكريا من قوله وكفلها زكريا [ آل عمران : 37 ] . انتهى .

[ ص: 297 ] وقال ابن عساكر : قيل : هو نبي تكفل الله له في عمله بضعف عمل غيره من الأنبياء وقيل : لم يكن نبيا ، وأن اليسع استخلفه فتكفل له أن يصوم النهار ويقوم الليل . وقيل : أن يصلي كل يوم مائة ركعة . وقيل : هو اليسع وإن له اسمين .

19 - يونس هو ابن متى ، بفتح الميم وتشديد التاء الفوقية مقصور ، ووقع في تفسير عبد الرزاق أنه اسم أمه .

قال ابن حجر : وهو مردود بما في حديث ابن عباس في الصحيح ، ونسبه إلى أبيه قال : فهذا أصح . قال : ولم أقف في شيء من الأخبار على اتصال نسبه . وقد قيل : إنه في زمن ملوك الطوائف من الفرس .

روى ابن أبي حاتم ، عن أبي مالك أنه لبث في بطن الحوت أربعين يوما ، وعن جعفر الصادق : سبعة أيام ، وعن قتادة : ثلاثة ، وعن الشعبي قال : التقمه ضحى ، ولفظه عشية .

وفي يونس ست لغات : تثليث النون مع الواو والهمزة ، والقراءة المشهورة بضم النون مع الواو . قال أبو حيان : وقرأ طلحة بن مصرف بكسر يونس ويوسف أراد أن يجعلهما عربيين مشتقين من أنس وأسف وهو شاذ .

20 - إلياس قال ابن إسحاق في المبتدأ : هو ابن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون أخي موسى بن عمران .

وقال ابن عسكر : حكى القتيبي أنه من سبط يوشع .

وقال وهب : إنه عمر كما عمر الخضر ، وإنه يبقى إلى آخر الزمان .

[ ص: 298 ] وعن ابن مسعود أن إلياس هو إدريس ، وسيأتي قريبا . وإلياس بهمزة قطع اسم عبراني ، وقد زيد في آخره ياء ونون في قوله تعالى : سلام على إل ياسين [ الصافات : 130 ] . كما قالوا في إدريس ( إدراسين ) . ومن قرأ : ( آل يس ) فقيل : المراد آل محمد .

21 - اليسع قال ابن جبير : هو ابن أخطوب بن العجوز .

قال : والعامة تقرؤه بلام واحدة مخففة .

وقرأ بعضهم : ( والليسع ) بلامين وبالتشديد ، فعلى هذا هو أعجمي ، وكذا على الأولى . وقيل : عربي منقول من الفعل ، من وسع يسع .

22 - زكريا كان من ذرية سليمان بن داود ، وقتل بعد مقتل ولده ، وكان له يوم بشر بولده اثنتان وتسعون سنة ، وقيل : تسع وتسعون وقيل : مائة وعشرون .

وزكريا اسم أعجمي وفيه خمس لغات : أشهرها المد ، والثانية القصر ، وقرئ بهما في السبع ، وزكريا بتشديد الياء وتخفيفها ، وزكر كقلم .

23 - يحيى ولده : أول من سمي يحيى بنص القرآن ، ولد قبل عيسى بستة أشهر ، ونبئ صغيرا ، وقتل ظلما ، وسلط الله على قاتليه بختنصر وجيوشه . ويحيى اسم أعجمي وقيل : عربي . قال الواحدي : وعلى القولين لا ينصرف .

قال الكرماني : وعلى الثاني إنما سمي به لأنه أحياه الله بالإيمان ، وقيل : لأنه حيي به رحم أمه ، وقيل : لأنه استشهد والشهداء أحياء ، وقيل : معناه يموت كالمفازة للمهلكة والسليم للديغ .

[ ص: 299 ] 24 - عيسى ابن مريم بنت عمران : خلقه الله بلا أب وكانت مدة حمله ساعة ، وقيل : ثلاث ساعات ، وقيل : ستة أشهر ، وقيل : ثمانية أشهر ، وقيل : تسعة أشهر ولها عشر سنين ، وقيل : خمسة عشرة ، ورفع وله ثلاث وثلاثون سنة .

وفي أحاديث : أنه ينزل ويقتل الدجال ، ويتزوج ويولد له ، ويحج ويمكث في الأرض سبع سنين ، ويدفن عند النبي صلى الله عليه وسلم . وفي الصحيح : أنه ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس يعني حماما .

وعيسى اسم عبراني أو سرياني .

فائدة : أخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قال : لم يكن من الأنبياء من له اسمان إلا عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم .

25 - محمد صلى الله عليه وسلم سمي في القرآن بأسماء كثيرة منها محمد وأحمد .

فائدة : أخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن مرة قال : خمسة سموا قبل أن يكونوا : محمد ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد [ الصف : 6 ] . ويحيى إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى [ مريم : 7 ] . وعيسى إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى [ آل عمران : 45 ] . وإسحاق ويعقوب فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب [ هود : 71 ] . قال الراغب : وخص لفظ أحمد فيما بشر به عيسى تنبيها على أنه أحمد منه ومن الذين قبله .

[ ص: 300 ] وفيه من أسماء الملائكة .

1 ، 2 - جبريل وميكائيل وفيهما لغات : جبريل بكسر الجيم والراء بلا همز ، وجبريل بفتح الجيم وكسر الراء بلا همز ، وجبرائيل بهمزة بعد الألف ، وجبراييل بياءين بلا همز ، وجبرئيل بهمز وياء بلا ألف ، وجبرئل مشددة اللام ، وقرئ بها .

قال ابن جني : وأصله كوريال فغير بالتعريب وطول الاستعمال إلى ما ترى .

وقرئ ميكاييل بلا همز ، وميكائيل وميكال .

أخرج ابن جرير من طريق عكرمة ، عن ابن عباس قال : جبريل عبد الله ، وميكاييل عبيد الله ، وكل اسم فيه ( إيل ) فهو معبد لله .

وأخرج عن عبد الله بن الحارث قال : إيل : الله بالعبرانية .

وأخرج ابن أبي حاتم عند عبد العزيز بن عمير قال : اسم جبريل في الملائكة خادم الله .

فائدة : قرأ أبو حيوة : ( فأرسلنا إليها روحنا ) [ مريم : 17 ] . بالتشديد ، وفسره ابن مهران بأنه اسم لجبريل ، حكاه الكرماني في عجائبه .

3 ، 4 - وهاروت وماروت : أخرج ابن أبي حاتم عن علي قال : هاروت وماروت ملكان من ملائكة السماء ، وقد أفردت في قصتهما جزءا .

5 - والرعد ففي الترمذي من حديث ابن عباس : أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن الرعد فقال : ملك من الملائكة موكل بالسحاب

[ ص: 301 ] وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال : الرعد ملك يسبح .

وأخرج مجاهد أنه سئل عن الرعد فقال : هو ملك يسمى الرعد ألم تر أن الله يقول : ويسبح الرعد بحمده [ الرعد : 13 ] .

6 - والبرق : فقد أخرج ابن أبي حاتم ، عن محمد بن مسلم قال : بلغنا أن البرق ملك له أربعة وجوه : وجه إنسان ، ووجه ثور ، ووجه نسر ، ووجه أسد . فإذا مصع بذنبه فذلك البرق .

7 - ومالك : خازن النار .

8 - والسجل : أخرج ابن أبي حاتم عن أبي جعفر الباقر ، قال : السجل ملك وكان هاروت وماروت من أعوانه . وأخرج عن ابن عمر قال : السجل ملك . وأخرج عن السدي قال : ملك موكل بالصحف .

9 - وقعيد فقد ذكر مجاهد أنه اسم كاتب السيئات . أخرجه أبو نعيم في الحلية . فهؤلاء تسعة .

10 - وأخرج ابن أبي حاتم من طرق مرفوعة وموقوفة ومقطوعة أن ذا القرنين ملك من الملائكة فإن صح أكمل العشرة .

11 - وأخرج ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله تعالى : يوم يقوم الروح [ النبأ : 38 ] قال : ملك من أعظم الملائكة خلقا فصاروا أحد عشر .

12 - ثم رأيت الراغب قال في مفرداته في قوله تعالى : هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين [ الفتح : 4 ] . [ ص: 302 ] قيل إنه ملك يسكن قلب المؤمن ويؤمنه ، كما روي أن السكينة تنطق على لسان عمر .

وفيه من أسماء الصحابة : زيد بن حارثة .

والسجل في قول من قال : إنه كاتب النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه أبو داود والنسائي من طريق أبي الجوزاء ، عن ابن عباس .

وفيه من أسماء المتقدمين غير الأنبياء والرسل .

عمران أبو مريم وقيل : أبو موسى أيضا ، وأخوها هارون ، وليس بأخي موسى ، كما في حديث أخرجه مسلم ، وسيأتي آخر الكتاب .

وعزير ، وتبع وكان رجلا صالحا ، كما أخرج الحاكم وقيل : نبي ، حكاه الكرماني في عجائبه .

ولقمان وقد قيل إنه كان نبيا والأثر على خلافه .

أخرج ابن أبي حاتم وغيره من طريق عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان لقمان عبدا حبشيا نجارا .

ويوسف الذي في سورة غافر .

ويعقوب في أول سورة مريم على ما تقدم .

وتقي في قوله فيها : إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا [ مريم : 18 ] . قيل : إنه اسم رجل كان من أمثل الناس أي : إن كنت في الصلاح مثل تقي . حكاه الثعلبي .

وقيل : اسم رجل كان يتعرض للنساء . وقيل : إنه ابن عمها أتاها جبريل في صورته حكاهما الكرماني في عجائبه .

وفيه من أسماء النساء : مريم لا غير لنكتة تقدمت في نوع الكتابة ومعنى مريم بالعبرية الخادم .

وقيل : المرأة التي تغازل الفتيان . حكاهما الكرماني .

[ ص: 303 ] وقيل : إن بعلا في قوله أتدعون بعلا [ الصافات : 125 ] . اسم امرأة كانوا يعبدونها حكاه ابن عسكر .

وفيه من أسماء الكفار :

قارون ، وهو ابن يصهر ابن عم موسى ، كما أخرجه ابن أبي حاتم ، عن ابن عباس .

وجالوت وهامان وبشرى الذي ناداه الوارد المذكور في سورة يوسف بقوله : يابشرى [ يوسف : 19 ] . في قول السدي ، أخرجه ابن أبي حاتم .

وآزر أبو إبراهيم . وقيل : اسمه تارح وآزر لقب .

أخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك ، عن ابن عباس قال : إن أبا إبراهيم لم يكن اسمه آزر إنما كان اسمه تارح . وأخرج من طريق عكرمة عن ابن عباس قال : معنى آزر : الصنم .

وأخرج عن السدي قال : اسم أبيه : تارح واسم الصنم : آزر .

وأخرج عن مجاهد قال : ليس آزر أبا إبراهيم .

ومنها : النسيء أخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي وائل قال : كان رجل يسمى النسيء من بني كنانة كان يجعل المحرم صفرا يستحل به الغنائم .

وفيه من أسماء الجن :

أبوهم إبليس وكان اسمه أولا عزازيل .

أخرج ابن أبي حاتم وغيره من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كان إبليس اسمه عزازيل .

وأخرج ابن جرير ، عن السدي قال : كان اسم إبليس الحارث . قال بعضهم : هو معنى عزازيل .

وأخرج ابن جرير وغيره من طريق الضحاك ، عن ابن عباس قال : إنما سمي إبليس لأن الله أبلسه من الخير كله : آيسه منه .

وقال ابن عسكر : قيل في اسمه : قترة . حكاه الخطابي وكنيته أبو كردوس ، وقيل : أبو قترة وقيل : أبو مرة وقيل : أبو لبينى . حكاه السهيلي في الروض الأنف .

وفيه من أسماء القبائل :

يأجوج ، ومأجوج ، وعاد ، وثمود ، ومدين ، وقريش ، والروم .

وفيه من الأقوام بالإضافة :

قوم نوح ، وقوم لوط ، وقوم تبع ، وقوم إبراهيم ، وأصحاب الأيكة - قيل : هم [ ص: 304 ] مدين ، وأصحاب الرس وهم بقية من ثمود ، قاله ابن عباس . وقال عكرمة : هم أصحاب ياسين . وقال قتادة : هم قوم شعيب .

وقيل : هم أصحاب الأخدود ، واختاره ابن جرير .

وفيه من أسماء الأصنام التي كانت أسماء لأناس :

ود ، وسواع ، ويغوث ، ويعوق ، ونسر ، وهي أصنام قوم نوح واللات ، والعزى ، ومناة وهي أصنام قريش . وكذا الرجز فيمن قرأه بضم الراء ، ذكره الأخفش في كتاب " الواحد والجمع " أنه اسم صنم .

والجبت والطاغوت : قال ابن جرير : ذهب بعضهم إلى أنهما صنمان كان المشركون يعبدونهما . ثم أخرج عن عكرمة ، قال : الجبت والطاغوت صنمان .

والرشاد : في قوله في سورة غافر : وما أهديكم إلا سبيل الرشاد [ غافر : 29 ] . قيل : هو اسم صنم من أصنام فرعون . حكاه الكرماني في عجائبه .

وبعل : وهو صنم قوم إلياس .

وآزر على أنه اسم صنم .

روى البخاري عن ابن عباس قال : ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون أنصابا وسموها بأسمائهم ففعلوا ، فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت .

وأخرج ابن أبي حاتم ، عن عروة أنهم أولاد آدم لصلبه .

وأخرج البخاري عن ابن عباس قال : كان اللات رجلا يلت سويق الحاج .

وحكاه ابن جني عنه أنه قرأ : ( اللات ) [ النجم : 19 ] . بتشديد التاء ، وفسره بذلك ، وكذا [ ص: 305 ] أخرجه ابن أبي حاتم عن مجاهد .

وفيه من أسماء البلاد والبقاع والأمكنة والجبال :

بكة اسم لمكة فقيل الباء بدل من الميم ، ومأخذه من تمككت العظم : أي : اجتذبت ما فيه من المخ ، وتمكك الفصيل ما في ضرع الناقة ، فكأنها تجتذب إلى نفسها ما في البلاد من الأقوات .

وقيل : لأنها تمك الذنوب : أي : تذهبها . وقيل : لقلة مائها . وقيل : لأنها في بطن واد تمكك الماء من جبالها عند نزول المطر ، وتنجذب إليها السيول . وقيل : الباء أصل ، ومأخذه من البك ، لأنها تبك أعناق الجبابرة أي : تكسرهم ، فيذلون لها ويخضعون . وقيل : من التباك وهو الازدحام لازدحام الناس فيها في الطواف .

وقيل : مكة الحرم وبكة المسجد خاصة . وقيل : مكة البلد ، وبكة البيت ، وموضع الطواف . وقيل : البيت خاصة .

والمدينة : سميت في الأحزاب بيثرب ، حكاية عن المنافقين وكان اسمها في الجاهلية فقيل : لأنه اسم أرض في ناحيتها . وقيل : سميت بيثرب بن وائل من بني إرم بن سام بن نوح ، لأنه أول من نزلها وقد صح النهي عن تسميتها به; لأنه صلى الله عليه وسلم كان يكره الاسم الخبيث وهو يشعر بالثرب وهو الفساد ، أو التثريب وهو التوبيخ .

وبدر : وهي قرية قرب المدينة ، أخرج ابن جرير عن الشعبي قال : كانت بدر لرجل من جهينة يسمى بدرا ، فسميت به قال الواقدي : فذكرت ذلك لعبد الله بن جعفر ، ومحمد بن صالح ، فأنكراه وقالا : لأي شيء سميت الصفراء ، ورابغ ؟ هذا ليس بشيء إنما هو اسم الموضع .

وأخرج عن الضحاك قال : بدر ما بين مكة والمدينة .

[ ص: 306 ] وأحد : قرئ شاذ ( إذ تصعدون ولا تلوون على أحد ) [ آل عمران : 153 ] . وحنين : وهي قرية قرب الطائف .

وجمع : وهي مزدلفة .

والمشعر الحرام : وهو جبل بها .

ونقع : قيل هو اسم لما بين عرفات إلى مزدلفة ، حكاه الكرماني .

ومصر وبابل : وهي بلد بسواد العراق .

والأيكة ، وليكة بفتح اللام : بلد قوم شعيب ، والثاني اسم البلدة ، والأول اسم الكورة .

والحجر : منازل ثمود ناحية الشام عند وادي القرى .

والأحقاف : وهي جبال الرمل بين عمان وحضرموت . وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس أنها جبل بالشام .

وطور سيناء : وهو الجبل الذي نودي منه موسى .

والجودي : وهو جبل بالجزيرة .

وطوى : اسم الوادي كما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس . وأخرج من وجه آخر عنه أنه سمي طوى لأن موسى طواه ليلا . وأخرج عن الحسن قال : هو واد بفلسطين قيل له طوى لأنه قدس مرتين . وأخرج عن مبشر بن عبيد قال : هو واد بأيلة طوي بالبركة مرتين .

والكهف : وهو البيت المنقور في الجبل .

والرقيم : أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس . قال : زعم كعب أن الرقيم القرية التي خرجوا منها . وعن عطية قال : الرقيم واد . وعن سعيد بن جبير مثله .

وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس قال : الرقيم واد بين عقبان وأيلة دون فلسطين .

[ ص: 307 ] وعن قتادة قال : الرقيم اسم الوادي الذي فيه الكهف . وعن أنس بن مالك قال : الرقيم الكلب .

والعرم : أخرج ابن أبي حاتم عن عطاء قال : العرم اسم الوادي .

وحرد : قال السدي : بلغنا أن اسم القرية حرد ، أخرجه ابن أبي حاتم .

والصريم : أخرج ابن جرير ، عن سعيد بن جبير أنها أرض باليمن تسمى بذلك .

و ق : وهو جبل محيط بالأرض .

والجرز : هو اسم أرض .

والطاغية : قيل : اسم البقعة التي أهلكت بها ثمود ، حكاهما الكرماني .

وفيه من أسماء الأماكن الأخروية :

الفردوس وهو أعلى مكان في الجنة .

وعليون : قيل : أعلى مكان في الجنة وقيل : اسم لما دون فيه أعمال صلحاء الثقلين .

والكوثر : نهر في الجنة كما في الأحاديث المتواترة .

وسلسبيل وتسنيم : عينان في الجنة .

وسجين : اسم لمكان أرواح الكفار .

وصعود : جبل في جهنم كما أخرجه الترمذي من حديث أبي سعيد مرفوعا .

وغي وأثام وموبق والسعير وسائل وسحق : أودية في جهنم .

[ ص: 308 ] أخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك في قوله وجعلنا بينهم موبقا [ الكهف : 52 ] . قال : واد في جهنم من قيح .

وأخرج عن عكرمة في قوله موبقا قال : هو نهر في النار .

وأخرج الحاكم في مستدركه عن ابن مسعود في قوله : فسوف يلقون غيا [ مريم : 59 ] . قال : واد في جهنم .

وأخرج الترمذي وغيره من حديث أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره وأخرج ابن المنذر عن ابن مسعود قال : ويل واد في جهنم من قيح .

وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال : في النار أربعة أودية يعذب الله بها أهلها : غليظ وموبق وأثام وغي .

وأخرج عن سعيد بن جبير قال : السعير واد من قيح في جهنم ، وسحق : واد في جهنم .

وأخرج عن أبي زيد في قوله سأل سائل [ المعارج : 1 ] . هو واد من أودية جهنم يقال له : سائل .

[ ص: 309 ] والفلق : جب في جهنم من حديث مرفوع أخرجه ابن جرير .

ويحموم : دخان أسود ، أخرجه الحاكم عن ابن عباس .

وفيه من المنسوب إلى الأماكن :

الأمي قيل : إنه نسبة إلى أم القرى مكة .

وعبقري : قيل : إنه منسوب إلى عبقر موضع للجن ينسب إليه كل نادر .

والسامري : قيل منسوب إلى أرض يقال لها سامرون وقيل : سامرة .

والعربي : قيل منسوب إلى عربة ، وهي باحة دار إسماعيل عليه السلام أنشد فيها :

وعربة أرض ما يحل حرامها من الناس إلا اللوذعي الحلاحل



يعني النبي صلى الله عليه وسلم .

وفيه من أسماء الكواكب : الشمس والقمر والطارق والشعرى .

التالي السابق


الخدمات العلمية