الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب إذا هدم حائطا فليبن مثله

                                                                                                                                                                                                        2350 حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رجل في بني إسرائيل يقال له جريج يصلي فجاءته أمه فدعته فأبى أن يجيبها فقال أجيبها أو أصلي ثم أتته فقالت اللهم لا تمته حتى تريه وجوه المومسات وكان جريج في صومعته فقالت امرأة لأفتنن جريجا فتعرضت له فكلمته فأبى فأتت راعيا فأمكنته من نفسها فولدت غلاما فقالت هو من جريج فأتوه وكسروا صومعته فأنزلوه وسبوه فتوضأ وصلى ثم أتى الغلام فقال من أبوك يا غلام قال الراعي قالوا نبني صومعتك من ذهب قال لا إلا من طين

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( باب إذا هـدم حائطا فليبن مثله ) أي خلافا لمن قال تلزمه القيمة من المالكية وغيرهم .

                                                                                                                                                                                                        وأورد المصنف حديث أبي هريرة في قصة جريج الراهب مختصرا ، وساقه في أحاديث الأنبياء من هذا الوجه مطولا ، ويأتي الكلام عليه هناك مستوفى إن شاء الله تعالى . وموضع الحاجة منه هنا قوله : " فقالوا نبني صومعتك من ذهب قال : لا إلا من طين " وقال قبل ذلك " فكسروا صومعته " وتوجيه الاحتجاج به أن شرع من قبلنا شرع لنا ، وهو كذلك إذا لم يأت شرعنا بخلافه كما تقدم غير مرة ، لكن في الاستدلال بقصة جريج فيما ترجم به نظر ، قال ابن المنير : الاستدلال بذلك غير ظاهر فيما ترجم له ; لأنهم عرضوا عليه ما لا يلزمهم اتفاقا وهو بناؤها من ذهب ، وما أجابهم جريج إلا بقوله : " من طين " وأشار بذلك إلى الصفة التي كانت عليها قال : ولا خلاف أن الهادم لو التزم الإعادة ورضي صاحبه في جواز ذلك . قال : ويحتمل على أصل مالك أن لا يجوز ، لأنه فسخ لما وجب ناجزا وهو القيمة إلا ما يتأخر وهو البنيان . قال ابن مالك في قوله : " لا إلا من طين " شاهد على حذف المجزوم بلا فإن التقدير لا تبنوها إلا من طين .

                                                                                                                                                                                                        ( خاتمة ) : اشتمل كتاب المظالم من الأحاديث المرفوعة على ثمانية وأربعين حديثا . المعلق منها ستة ، المكرر منها فيه وفيما مضى ثمانية وعشرون حديثا ، وافقه مسلم على تخريجها سوى حديث أبي سعيد " إذا خلص المؤمنون " وحديث أنس " انصر أخاك " وحديث أبي هريرة " من كانت له مظلمة " وحديث ابن عمر " من أخذ شيئا من الأرض " وحديث عبد الله بن يزيد في النهي عن النهبى والمثلة وحديث أنس في القصعة المكسورة . وفيه من الآثار سبعة آثار . والله سبحانه وتعالى أعلم .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية