الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            4707 - وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة . وفي حديث ثابت البناني عن أنس زيادة ألفاظ . كما حدثناه به الثقة المأمون أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين بن [ ص: 104 ] إسماعيل بن محمد بن الفضل ابن علية بن خالد السكوني ، بالكوفة من أصل كتابه ، ثنا عبيد بن كثير العامري ، ثنا عبد الرحمن بن دبيس ، وحدثنا أبو القاسم ، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح ، قالا : ثنا إبراهيم بن ثابت البصري القصار ، ثنا ثابت البناني ، أن أنس بن مالك - رضي الله عنه - كان شاكيا ، فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتى ذكروا عليا - رضي الله عنه - فتنقصه محمد بن الحجاج ، فقال أنس : من هذا ؟ أقعدوني فأقعدوه ، فقال : يا ابن الحجاج ، ألا أراك تنقص علي بن أبي طالب والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وآله وسلم - بالحق ، لقد كنت خادم رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بين يديه ، وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - غلام من أبناء الأنصار ، فكان ذلك اليوم يومي فجاءت أم أيمن مولاة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بطير فوضعته بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يا أم أيمن ما هذا الطائر ؟ " قالت : هذا الطائر أصبته فصنعته لك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " اللهم جئني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر " ، وضرب الباب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يا أنس انظر من على الباب " ، قلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار فذهبت ، فإذا علي بالباب ، قلت : إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على حاجة فجئت حتى قمت من مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال : " يا أنس ، انظر من على الباب " فقلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، فذهبت فإذا علي بالباب ، قلت : إن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على حاجة ، فجئت حتى قمت مقامي ، فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " يا أنس اذهب فأدخله ، فلست بأول رجل أحب قومه ليس هو من الأنصار " ، فذهبت فأدخلته ، فقال : " يا أنس قرب إليه الطير " ، قال : فوضعته بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأكلا جميعا ، قال محمد بن الحجاج : يا أنس ، كان هذا بمحضر منك ؟ قال : نعم ، قال : أعطي بالله عهدا ألا أنتقص عليا بعد مقامي هذا ، ولا أعلم أحدا ينتقصه إلا أشنت له وجهه .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية