الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ( 3 ) ) [ ص: 153 ]

يقول - تعالى ذكره - : هذا الذي فعلنا بهذين الفريقين من إضلالنا أعمال الكافرين ، وتكفيرنا عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات جزاء منا لكل فريق منهم على فعله . أما الكافرون فأضللنا أعمالهم ، وجعلناها على غير استقامة وهدى ، بأنهم اتبعوا الشيطان فأطاعوه ، وهو الباطل .

كما حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة ، وعباس بن محمد قالا ثنا حجاج بن محمد قال : قال ابن جريج : أخبرني خالد أنه سمع مجاهدا يقول ( ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل ) قال : الباطل : الشيطان . وأما المؤمنون فكفرنا عنهم سيئاتهم ، وأصلحنا لهم حالهم بأنهم اتبعوا الحق الذي جاءهم من ربهم ، وهو محمد - صلى الله عليه وسلم - وما جاءهم به من عند ربه من النور والبرهان ( كذلك يضرب الله للناس أمثالهم ) يقول - عز وجل - : كما بينت لكم أيها الناس فعلي بفريق الكفر والإيمان ، كذلك نمثل للناس الأمثال ، ونشبه لهم الأشباه ، فنلحق بكل قوم من الأمثال أشكالا .

التالي السابق


الخدمات العلمية