الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء أن المرء مع من أحب

                                                                                                          2385 حدثنا علي بن حجر أخبرنا إسمعيل بن جعفر عن حميد عن أنس أنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله متى قيام الساعة فقام النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فلما قضى صلاته قال أين السائل عن قيام الساعة فقال الرجل أنا يا رسول الله قال ما أعددت لها قال يا رسول الله ما أعددت لها كبير صلاة ولا صوم إلا أني أحب الله ورسوله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المرء مع من أحب وأنت مع من أحببت فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام فرحهم بهذا قال أبو عيسى هذا حديث صحيح [ ص: 52 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 52 ] قوله : ( ما أعددت لها ) قال الطيبي : سلك مع السائل طريق الأسلوب الحكيم ؛ لأنه سأل عن وقت الساعة فقيل له فيم أنت من ذكراها وإنما يهمك أن تهتم بأهبتها ، وتعتني بما ينفعك عند إرسالها من العقائد الحقة والأعمال الصالحة ، أجاب بقوله : ما أعددت لها إلا أني أحب الله ورسوله ، انتهى . ( ما أعددت لها كبير صلاة ) بالموحدة . وفي رواية للبخاري كثير صلاة بالمثلثة ( وأنت مع من أحببت ) أي ملحق بهم حتى تكون من زمرتهم وبهذا يندفع إيراد أن منازلهم متفاوتة فكيف تصح المعية ؟ فيقال إن المعية تحصل بمجرد الاجتماع في شيء ما ولا يلزم في جميع الأشياء ، فإذا اتفق أن الجميع دخلوا الجنة صدقت المعية وإن تفاوتت الدرجات كذا في الفتح ( فما رأيت فرح المسلمون بعد الإسلام ) أي بعد فرحهم به أ و دخولهم فيه ( فرحهم ) بفتحات أي كفرحهم ( بها ) أي بتلك الكلمة وهي : ( أنت مع من أحببت ) . وفي رواية للبخاري : قال " إنك مع من أحببت " . فقلنا ونحن كذلك ؟ قال " نعم " ، ففرحنا يومئذ فرحا شديدا .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث صحيح ) وأخرجه أحمد والشيخان وأبو داود والنسائي .




                                                                                                          الخدمات العلمية