الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              4880 [ 2634 ] وعن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء ومن درك الشقاء ، ومن شماتة الأعداء ، ومن جهد البلاء . قال سفيان بن عيينة : أشك أني زدت واحدة منها .

                                                                                              رواه أحمد (2 \ 246) ، والبخاري (6616) ، ومسلم (2707) ، والنسائي (8 \ 269) .

                                                                                              [ ص: 35 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 35 ] و (قوله : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من سوء القضاء ، ومن درك الشقاء ) يروى بفتح الراء وبإسكانها ، فبالفتح : الاسم ، وبالإسكان : المصدر ، وهما متقاربان ، والمتعوذ منه : أن يلحقه شقاء في الدنيا يتعبه ، ويثقله ، وفي الآخرة : يعذبه . وجهد البلاء : يروى بفتح الجيم وضمها . قال ابن دريد : هما لغتان بمعنى واحد ، وهو : التعب والمشقة ، وقال غيره - وهو نفطويه - بالضم ، وهو الوسع والطاقة ، وبالفتح : المبالغة والغاية . وروي عن ابن عمر -رضي الله عنهما - قال : جهد البلاء : قلة المال وكثرة العيال . وشماتة الأعداء : هي ظفرهم به ، أو فرحهم بما يلحقه من الضرر والمصائب . وقد جاء هذا الدعاء مسجعا - كما ترى الآن - ذلك السجع لم يكن متكلفا ، وإنما يكره من ذلك ما كان متكلفا - كما تقدم - وإنما دعا النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الدعوات ، وتعوذ بهذه التعوذات إظهارا للعبودية ، وبيانا للمشروعية ; ليقتدى بدعواته ويتعوذ بتعويذاته ، والله أعلم .




                                                                                              الخدمات العلمية