الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            6 - 31 - 9 - 1 - باب فيمن سأل بوجه الله عز وجل .

                                                                                            4567 - عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أحدثكم عن الخضر عليه السلام ؟ " . قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " بينما هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب ، فقال : تصدق علي بارك الله فيك . فقال الخضر عليه السلام : آمنت بالله ، ما شاء الله من أمر يكون ، ما عندي شيء أعطيكه . فقال المسكين : أسألك بوجه الله لما تصدقت علي ، فإني نظرت السماحة في وجهك ، ورجوت البركة عندك . فقال الخضر : آمنت بالله ، ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني . فقال المسكين : وهل يستقيم هذا ؟ قال : نعم ، [الحق ]أقول لقد سألتني بأمر عظيم ، أما إني لا أخيبك بوجه ربي ، بعني . قال : فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم ، فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء ، فقال له : إنك إنما اشتريتني التماس خير عندي ، فأوصني بعمل ، قال : أكره أن أشق عليك ، إنك شيخ كبير ضعيف ، قال : ليس يشق علي . قال : قم فانقل [ ص: 103 ] هذه الحجارة . وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم ، فخرج في بعض حاجته ، ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة ، قال : أحسنت ، وأجملت ، وأطقت ما لم أرك تطيقه . قال : ثم عرض للرجل سفر ، فقال : إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة ، قال : وأوصني بعمل . قال : إني أكره أن أشق عليك . قال : ليس يشق علي . قال : فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك . قال : فمر الرجل لسفره ، قال : فرجع الرجل وقد شيد بناؤه ، قال : أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك ؟ قال : سألتني بوجه الله ، ووجه الله أوقعني في العبودية . فقال الخضر : سأخبرك من أنا ، أنا الخضر الذي سمعت به ، سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه ، فسألني بوجه الله فأمكنته من رقبتي ، فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله - وهو يقدر - وقف يوم القيامة جلدة لا لحم ولا عظم يتقعقع ، فقال الرجل : آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم . قال : لا بأس أحسنت واتقيت ، فقال الرجل : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، احكم في أهلي ومالي بما شئت ، أو اختر فأخلي سبيلك ؟ قال : أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي . فخلى سبيله فقال الخضر : الحمد لله الذي أوقعني في العبودية ، ثم نجاني منها .

                                                                                            رواه الطبراني في الكبير ، ورجاله موثقون ، إلا أن فيه بقية بن الوليد ، وهو مدلس ، ولكنه ثقة .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية